للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شعر الغزل]

للبيتي قصائد قليلة في الغزل مثبتة في ديوانه، ولكن هذه القصائد أشبه بالمقطوعات إذا قيست بنفَسه الطويل في القصائد الأخرى وخاصة القصائد السياسية التي تصف أحوال البلاد والعباد، وبقدر ما أجاد البيتي وأطال في الأخرى، نجد شعره في الغزل لا يرقى إلى مستوى شعره في الفنون الأخرى، فهو في رأيي شعر تقليدي يخلو من حرارة العاطفة ووهج المشاعر، بل إننا نجد مطالع وافتتاحيات قصائده الأخرى أجزل ألفاظا وأجمل أسلوبا، ونحن نثبت هنا بعضا من هذا الشعر:

عالجت قلبى على سلوانكم فأبى … وطار شوقا إلى لقياكم وصبا

ونص لي عاذلي كل الملاح فما … مال الفؤاد لهم كلا ولا طربا

يزداد داء جنوني يوم أذكركم شوقا … وتزداد ناري في الهوى لهبا

مسحورُ والله فيكم مستهامُ بكم … سقيمُ مبْتَلى عليَّ الوجد قد غلبا

كونوا كما شئتموا إني وحقكم … قضيت ديْن التصابي كل ما وجبا

يا رحمتاه لمن تبكى عواذله … له وعند الأَحِبَّا الجافلين غبا

سقى لنا بالمصلى عهد مجتمع … ويا رعى الله عصرا معْكُموا ذهبا

أيام أنس ولذَّات ووقت هوى … وطيب وصل قضيناه وحُسْنُ صِبا

ردُّوا فؤادي الذي قَطَّعْتُموا قطعا … عليَّ أو فاجعلوا للملتقى سببا

ثلاثة أيام غبتم عن منازلنا … وإن تزيدوا عليها تسمعون نبا (٢٨٦)

ولعل أجل مقطوعة غزلية في ديوان البيتي هي:

لا نال جسمك من ضناي … ولا عناي ولا ولوعي

يا تاركي بفراقه … لهفان أكْرع من دموعي


(٢٨٦) ديوان البيتي: ص ٨٨، ٩٣ والبيت الأخير غير مستقيم الوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>