للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرغبة في الهجرة إلى المدينة]

يقول صديقنا الأستاذ حسن قزاز الكاتب ورجل الأعمال وتربطه صلة القرابة بالشيخ صالح قزاز يقول: في بداية عام ١٣٧١ كنا بعوائلنا "يقصد عوائل آل قزاز" جميعًا في زيارة المسجد النبوي الشريف، وفي ضحى أحد الأيام اصطحبني الشيخ صالح إلى المسجد وصلَّينا في الروضة المطهرة الشريفة، ثم وقفنا مسلِّمين على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

التفت الشيخ صالح إليَّ قائلا: أتمنى لو أحصل على راتب تقاعد مقداره ألف ريال شهريًا أعيش به في هذا المكان الطاهر بجوار المسجد النبوي الشريف، وأقضي بقية عمري في هذه الرحاب الطاهرة.

يقول حسن قزاز: قلت له ياعم صالح إنك لا تزال في عنفوان رجولتك وأمامك الحياة طويلة ودواعي الطموح كثيرة.

قال الشيخ صالح أن شعورًا خفيًا يدفعني لهذه الأمنية وأرجو أن يحققها الله.

يقول حسن قزاز وعُدْنا من المدينة إلى الطائف.

ومضت سنوات وأقام الشيخ صالح قزاز وأخوه الشيخ أحمد قزاز في منزلهما بالطائف حفلًا لتكريم معالي الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية رحمه الله، وفي هذا الحفل أعلن الشيخ عبد الله السليمان أن جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله أمره بعمارة المسجد النبوي الشريف بعدما ذكرت الصحف المصرية أن تصدعًا حدث في بعض الأعمدة، ودعى مصطفى النحاس باشا المسلمين إلى التبرع لعمارة المسجد، وتقدم البعض بتبرعاتهم، ولكن الملك عبد العزيز يرحمه الله أبى أن يقبل تبرعًا من أي جهة كانت وأعلن قائلًا: نحن أولى بتعمير المسجد الشريف، وطلب أن تعاد للناس تبرعاتهم وأصدر أمره إلى وزير ماليته الشيخ عبد الله السليمان لتنفيذ العمارة المطلوبة.

وقال الشيخ عبد الله السليمان، لقد كلفت المعلم محمد بن لادن بالقيام بالعمارة المطلوبة التي تشمل إزالة التصدعات وتوسعة المسجد وهي التوسعة الأولى التي تمت في العهد السعودي (١).

وفي هذا الاجتماع طلب الشيخ محمد بن لادن اختيار رجل كفء ليقوم بعبئ الأعمال الإدارية لهذا المشروع العظيم لأنه سيتفرغ للأعمال الهندسية وأعمال البناء.

وفي هذا الاجتماع تم اختيار الشيخ صالح قزاز ليكون هو الرجل الإداري الذي يطلبه المعلم محمد بن لادن.

وتحققت أمنية الشيخ صالح قزاز وانتقل إلى المدينة المنورة لا ليكون مهاجرًا في رحاب


(١) انظر كلما يتعلق بهذه التوسعة في الجزء الثاني من أعلام الحجاز ص ٤٣ - ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>