يقول الحضراوي: فوجد مكة في غاية الاضطراب مما ابتليت به من سوء تدبير عمالها، والخراب ولم - ولا - أحدا يتجاسر إلى الوصول لأميرها من كثرة الحجاب، وتغلب أعوانه على الرعية بعد الأمن بالخفية، ولم يخشوا يوما تبيض فيه وتسود فيه الصحيفة، فشمر هذا الهمام عن ساعد عزمه بالكلية، وأزال حضرة الباشا تلك الحركات القوية وبدا باهتمام في المدافعة عن جيرة الحرم، وسكان المشاعر والملتزم.
أقول: يبدو أن أعوان أمير مكة تغالوا في عسفهم.
ويقول الحضراوي في ذلك: حتى أنهم كانوا في بعض الليالي، يطلبون بعض الأهالي، فيحميهم - الباشا - بعزمه وحزمه، ويسكن روعهم بملاطفته لهم ولزمه.
[الوالي يخشى الأمير]
يقول الحضراوي: ويرسل الوالي أحمد عزت في ليله، ويدفع بكل قواه وعزمه، فربما يقول له الوالي أنا لا أقوى على مراجعة الأمير، وليس لي جرأة على كوب هذا الهول الخطير، فيرسل من عنده المذكرات إليه، ويرعد ويبرق بكل ما يقدر عليه.
[عثمان نوري يهدد شريف مكة]
يقول الحضراوى: وربما قال في مخاطبته له - بالإسعاف - إن لم يرجع عن البطش بهؤلاء الضعاف وإلا أجريت عساكرى ومدافعي محاماة عن رعية مولانا السلطان، وأدافع عن هؤلاء الجيران.