للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف سرور يبني بيتًا في عرفة:

وفي سنة ألف ومائتين أرسل الشريف سرور ستين من المعلمين غير أتباعهم إلى عرفة ليبنوا له بيتًا، ولم يسبق لغيره بناء بيت في عرفة، نقلًا عن خلاصة الكلام (١).

[دار الإمارة بسوق الليل]

وفي الرحلة الحجازية للبتنوني: أن دار الإمارة في سوق الليل قد بناها والي مصر محمد علي باشا سنة ١٢٢٨ لتكون دار الحكومة الحجازية، ولما ترك ولايتها جعلت مقرًا لإمارة مكة إلى الآن (٢).

أقول: أدركت دار الإمارة في الخمسينات من القرن الماضي، وهي مقر لدائرة الأمير فيصل بن عبد العزيز - الملك فيما بعد - الذي كان نائبًا لوالده الملك عبد العزيز في الحجاز، وهي مكونة من عدة بيوت متلاصقة وتقع في محلة الغزة، وقد هدمت فيما بعد.

[عمارة قلعة أجياد]

كنت ذكرت في الجزء الثالث من أعلام الحجاز أن الوالي عثمان نوري باشا عمَّر قلعة أجياد، وقد وجدت في إفادة الأنام تفصيلا عن بناء هذه القلعة وما حدث لها من تعمير أورده فيما يلي:

في سنة ألف ومائة وستة وتسعين شرع مولانا الشريف سرور في عمارة القلعة التي في أجياد بعد أن اشترى ما حولها من البيوت، وأنفق في عمارتها مالًا كثيرا، ثم نقض بعد سنتين كثيرًا من بنائها وأعاده على أحسن إتقان.

وِقد جَنَّدَ الشريف غالب جميع العمال والمعلمين الذين في مكة وجدة والطائف واشترى بيوتًا كثيرة وخاصة في شعب عامر وهدمها ليستعمل أحجارها، وتم هدم هذه البيوت بالتفجير، فهدمت في أيام قلائل وتحولت إلى أكوام، فانطلق المنادي في شوارع البلاد على جميع الحاضر والباد، حتى العبيد والعساكر، والأكابر، والصغار وأرباب الحرف، وكلفهم الحضور ونقل هذا الدمار، ومن لم يكن له استطاعة بالمشاركة الشخصية فعليه إرسال أتباعه، وعيَّن للعاملين أجرة للعمل، وقد بلغت الأجرة اليومية ألفي قرش، نقلًا عن خلاصة الكلام، وكتاب أشراف مكة وأمراؤها (٣).

[الشريف غالب يبني الأبراج التي بأطراف مكة وقلعة لعلع]

وفي سنة ألف ومائتين وخمسة عشرة بنى الشريف غالب بن مساعد الأبراج التي بأطراف مكة، والقلعة التي على جبل لعلع المطل على العبادي، ذكر ذلك السيد دحلان في خلاصة الكلام.


(١) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٢١٢.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٢١٥.
(٣) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٢١٣/ ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>