للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعلق الباشا على ما كتب فيقول:

نعم هذه اليد المستبدة تناسب حال الأعراب الأشرار الذين لا ترغمهم إلا القوة، ولا يقوّمهم إلا البطش بهم، ولكن لو ضمت إلى القوة العدالة لكبح الأشرار عن سيئاتهم، والتفَّ الناس حوله بأجسامهم وقلوبهم لأن للعدل من السلطان على النفوس ما ليس للقوة الغاشمة (٣٧٤) وهذا الوصف الذي ذكره صاحب "مرآة الحرمين" يلخص تاريخ الشريف عون الذي استمر يحكم مكة من ٩ ذي الحجة ١٢٩٩ هـ إلى جمادى الأولى ١٣٢٣ هـ دون معارض.

[ضرائب الشريف على الحجاج]

ذكر إبراهيم رفعت باشا أن عدد الحجاج في عام ١٣١٨ هـ بلغ مائة وخمسين ألف حاج وعدَّد أنواع الضرائب فقال: إنه كان يؤخذ للشريف على كل رأس من الذبائح التي تباع على الحجاج خمسة قروش تؤخذ من البائع (٣٧٥) ويؤخذ على كل شقدف يباع في جدة ستة قروش ونصف مصرية - روبية - ويؤخذ من أجرة الجمل الذى يقل الحاج من جدة إلى مكة ريالان للشريف، وخمسة قروش عثمانية للحكومة، وريال آخر لوكيل المطوف بجدة ولمتعهد المطوف ضرائب ما أنزل الله بها من سلطان، كما كان يؤخذ للشريف على كل جمل يباع خمسون قرشا ويؤخذ للشريف على الجمل الواحد إلى عرفات ريال واحد، أما أجرة الجمل من مكة إلى المدينة فينبع فإن للشريف فيها اثنا عشر ريالا (٣٧٦) وقد أفاض


(٣٧٤) مرآة الحرمين (ج ١): ص ٦٥.
(٣٧٥) نفس المصدر: ص ٥٣.
(٣٧٦) نفس المصدر: ص ٦٥، ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>