للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول صاحب تحصيل المرام: وهي الآن عمارة مملوءة من عين عرفة (١).

أقول: عبد الله بن عامر بن كريز صحابي جليل، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتي به النبيَّ وهو صغير فقال صلوات الله وسلامه عليه هذا يشبهنا، وجعل يتفل عليه ويُعَوِّذُه، فجعل عبد الله يبتلع ريق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقال صلى الله عليه وسلم: أنه لَمَسْقِيٌ، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء.

وهو ابن خال عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان من ولاة عثمان رضي الله تعالى عنه وافتتح خرسان كلها، وأطراف فارس وسجستان، وكرمان، وزابلستان، وبعث الجيوش ففتح هذه الفتوح كلها، وفي ولايته قتل كسرى يزدجرد فأحرم ابن عامر من نيسابور بعمرة وحجة شكرًا لله تعالى، وكان من الأجواد الممدوحين، وفي ولايته للبصرة اشترى دورًا فهدمها وأنشأ بها سوقًا بالبصرة، وتوفي ابن عامر سنة سبع وقيل سنة ثمان وخمسين وأوصى إلى عبد الله بن الزبير (٢).

[مكان للشنق يتحول إلى سبيل]

ومن الطرائف التي أوردها الغازي في حديثه عن السقايات ذكر الحادثة التالية نقلا عن ابن فهد قال:

وفي سنة سبع عشرة وثمانمائة أنشأ عطية المطيري سبيلا بالمروة، وكان موضع هذا السبيل قبل ذلك معدًا للشنق، فقال شعبان الأتاري في ذلك:

بمكة دار كان للشنق ركنها … وأضحت سبيلا بعد كل بلية

وأضحى لسان الحال منها يقول قد … رضيت من المولى بخير عطية

وقال شاعر آخر:

بمسعى رسول الله دار معدة … لشنق فصارت للأنام سبيلا

* * * *


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٤٢٠.
(٢) انظر ترجمته مفصلة في أسد الغابة ج ٣ ص ٢٨٨/ ٢٨٩ وانظر كتاب عثمان بن عفان ذو النورين ص ٦٢/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>