للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدلال.

ولحسين سرحان قصيدة أخرى، ربما كانت من شعر الصبا والشباب يقول فيها:

خذ من وصال الغواني ما سمحن به … وكن خفيفًا كدأب العابث الراجي

إني إذا ما قرعت الباب بعد مدى … فتحته وإن استعصى بارتاج

إذا أدمت الهوى أمست مناهله … مشوبة من أخاليط وامشاج

......................... … حتى أعيش بقلب جد مهتاج (١)

وقد أمسكت عن إثبات الأبيات التالية، ولكن القارئ لهذه القصيدة يخرج منها بانطباع من أن قائل هذا الشعر لا يعرف إلا لونًا واحدا من ألوان الحب هو هذا اللون العابث النهاز للفرص حيثما أتيح له انتهازها، واستثناءًا من هذا الرأي أثبت له بيتين يقول فيهما:

ما هو الحسن يا ترى شفة رفت … وطرف سبى وعطف مالا

إنما الحسن حين تعشق نقصا … ثم يمسى من فرط حب كمالا (٢)

وهذا الذي ذكره حسين سرحان هو الذي كنت أبحث عنه في شعره الغزلي، الحب الذي يرى النقص في المحبوب فيستحيل من فرط الحب كمالا في عين المحب، هذا المعنى الإنساني السامي … ولكنهما بيتان يتيمان إذا صح هذا التعبير، أثبتهما من باب الأمانة، ولعل هذين البيتين هما الاستثناء الذي تثبت به القاعدة.

[حسين سرحان في بيته]

لحسين سرحان قصيدة نشرت في جريدة صوت الحجاز سنة ١٣٥٤ هـ بعنوان "يا ابنتي" وهي أول بنت رزقها وهو في مطلع شبابه، مطلعها:

يا ابنتي ما شربت خمرا من … الراووق أحلى من خَمْرِ فِيِكِ واسكر

لا ولا قد جنت يداي من البستان … وردا من ورد خديك انضر

ومنها:

يا ابنتي إن رأيتني أتمنى … عمرًا خالدًا ومالًا وفيرا

فهو من أجل أن أراك على حال … جميل فاغتدى مسرورا


(١) أجنحة بلا ريش ص ٤٨/ ٥٠.
(٢) أجنحة بلا ريش ص ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>