للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بناء صهريج الدولة العلية]

ثم في سنة ست وثمانين وألف عمل صهريجا كبيرًا للدولة العلية باسمها أكبر ما يكون في صهاريج جدة وكل محبوس يشتغل فيه، وأتمه .. أقول: كانت جدة قديمًا تعتمد على الصهاريج لحفظ الماء في أيام الأمطار، وتخزينه إلى وقت الحاجة، وكان التجار يتخذون من الماء تجارة فيمنون الصهاريج خارج مدينة جدة في مجرى السيول المنحدرة من الأودية والجبال، وعلاوة على ذلك كان في كثير من بيوت جدة صهاريج تبنى في أسفل البيوت وتوضع المزاريب في سطوح المنازل حيث ينحدر الماء في مواصير من القماش متصلة بالصهريج فيأخذ أهل المنزل منه حاجتهم وقت شح الماء، والبعض كان يملأ الصهريج في أوقات الأمطار بشراء الماء وتخزينه، وكان من أشهر الصهاريج في جدة صهريج المشاط، وصهريج نصيف وصهريج باناجة وغيرهم (١٦٩).

[رأي الحضراوي في القائمقام]

يقول الحضراوي: والحاصل أن الرجل لما اجتهد في عمارة البلد ذلَّ له أهلها، وهابه رعاعها لسطوته وتجبره وتكبره، ترادفت عليه الرتب، وساعفته الأقدار، حتى صار في رتبة (ميرميران باشا) فكان يقال له نوري باشا ونودى باسمه وخوطب بذلك، وصار له معارف من رجال الدولة ومكانة، وذلك بسبب أن القادم إلى الحج وغيره يجرى عليه


(١٦٩) انظر كل ما يتعلق بتجارة الماء والصهاريج في "ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز": ص ١٧٨ - ١٨٠ للمؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>