للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسيفك يعلو الحق والحق أغلب … ويضرب سيف الله أيان تضرب

وبالأمس قد أرسلت حِتَّة دعوة … إلى فتية بالصالحات تحزبوا

فلم تك إلا ساعةً أو دقيقةً … تجازوْا سراعًا بعدها وتكركبوا

ومنها يصف ملابسات التبرعات:

فجاء فتى منهم جرئ حَجَنْجَلٌ … فجاد بربع ريال فانبروا وتعجبوا

وقال استحي ياسى فلانٍ فإنه … قليل ومن يكتب قليلا يُؤَنَّب

فقال لهم ليس نسبتى تقتضى كدا؟ … فإن راقكم قولى وإلَّا فأحْسِبُوا

فبان حماسٌ فوقَ وَجْه زعيمهم … فسجَّل عشرينًا وقد كاد يغضب

والقصة أن المرحوم الأستاذ محمد لارى - والد الأستاذ رضا محمد لارى - كان من ضمن من حضروا الاجتماع فجاد بربع ريال فقال المجتمعون أنه قليل فقال لهم أنه ليس قليلا بالنسبة لما تبرع به الشيخ محمد رضا فتحمَّس الداعى وسجل عشرين ريالا أخرى وسواء أكانت القصة حقيقيةً أم من خيال الأستاذ حمزة شحاتة رحمه الله، وأغلب الظن أنها حقيقة فإن محمد لارى كان معروفا بالجرأة، فإن ايرادها على هذا النحو في هذا الشعر الضاحك كان مناسبة يتفكه بها مجتمع الشباب بل مجتمع جدة كلها فكاهة تخلو من الحرج والبذاء.

عَودَةُ القنَاديل

نعود بعد هذا الاستطراد إلى القناديل التي توسع فيها الأستاذ أحمد قنديل وطورها إلى أن صارت إلى ما يعرفه جميع القراء فنقول أن الأسلوب الذى بدأ به قنديل هذا الشعر الضاحك ربما كان أحبَّ إلى الأدباء من القراء لأنه لم يسرف في استعمال اللفظ العامى كما هو الحال بالنسبة للمناديل ولكن جوهر الفكرة واحد وهو النقد الاجتماعى وأذكر أن قنديلا رحمه الله أراد أن يصدر المجموعة الأولى من

<<  <  ج: ص:  >  >>