للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وعدك مذ عامين أنشدني … أنا المعيديُّ فاسمع بي ولا ترني

خذ من علومي ولا تركن إلى عملي … ولا يغرَّك مني خضرة الدَّمن

والواقع أن هذه المهزلة التي ضمنها البيتي سخريته اللاذعة من السيوري تصلح بما حوته من مناظر مختلفة، وصور رائعة أن تصاغ في رواية هزلية تمثل على مسرح من المسارح، فقد جمعت كلما يحتاج إليه فن التمثيل من صور وخيالات وحوار، وهي قبل كل شيء، وبعده شاهد عظيم على إبداع البيتي وما يتصف به شعره وأدبه من فنون الإبداع في أداء بارع وخيال جميل.

[فنون أخرى]

عالج البيتي فنون الشعر بأنواعها المختلفة فنظم في الحكمة، ووصف مجالس اللهو والمجون، ونظم في الطب ووصفات الدواء، ومدح وهجا، وكان شاعر المدينة وكاتبها في عصره ونحن نورد هنا نماذج من هذه الفنون نختارها بصورة عفوية لتكتمل للقارئ صورة البيتي في هذه الفنون:

[شعر الحكمة]

لا تستخفَّ بشيء في الورى أبدًا … فالمرء يقتُله ما يستخف به

ولا تفرِّط ولا تُفْرِطْ وخذ وسطًا … تنجو بنور الهدى من ظلمة الشُّبَه

وقال:

تحرك لحفظ الشيء عندك مرة … فإن أنت لم تفعل تحركت أربعا

ومن تك قد جرَّبْته فحمَدْتَه … فعضَّ عليه بالنواجذ أجمعا

<<  <  ج: ص:  >  >>