للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلاقل، ويبدو أن لمكانة الرجل الدينية الأثر الأكبر في تحسب الدولة لذلك.

لهذا فقد أغروا به من زين له الخروج من المدينة والانتقال إلى جدة حيث أنها آمن له من المدينة، وقرر السيد البرزنجي الخروج من المدينة والانتقال إلى جدة فلما وصل إلى مكة في طريقه إلى جدة قبض عليه الوزير أبو بكر باشا وأرسله إلى جدة فحبس بقلعتها وقتل خنقا وألقي بجسده في سوق جدة يوما كاملا وكان قتله بهذه الصفة الشنيعة ثم إلقاؤه في السوق قد أثار حنق أهل جدة وسخطهم على الحكومة العثمانية فسموه المظلوم وسميت المحلة التي ألقى بها جسده محلة المظلوم من يومئذ إلى اليوم.

يقول المؤلف أما كتاب السلاح والعدة في فضل جدة فيسمى البقعة التي في داخل السور بالجهة الشمالية باسم بقعة المظلوم نسبة إلى عفيف الدين مظلوم المدفون فيها (١) أقول والرواية الأولى تتفق مع ما سمعته من بعض العارفين بتاريخ جدة من أهلها والله أعلم.

[باب المغاربة - سبب التسمية]

وكان هذا الباب يقع أمام عمارة معرض الجفالي، ولعل منشأ التسمية أنه كان مدخل حجاج المغاربة أيام كانت تفرض عليهم رسوم حج باهظة من قبل أمراء مكة، كما حدثنا ابن المجاور الدمشقي من أهل القرن السابع الهجري في كتابه تاريخ المستبصر، وقد أفادنا ابن المجاور بأن صلاح الدين الأيوبي أنفذ من مصر إلى الأمير مكثر أربعة آلاف اردب حنطة (والأصح ستة آلاف أردب حنطة) إلى جدة وإلى مكة وقال له خذ هذا القدر واترك عن المغاربة الجزية مع دية الكلب فأزال الأمير مكثر ذلك كله في سنة ست وثمانين وخمسمائة ثم أراد الأمير قتادة أن يرد الشئ إلى أصله - يعنى أخذ الجزية من المغاربة فأدركه الموت وارتفع عنهم. وقد وصف ابن جبير الأندلسي الذى حج في زمن إمارة الأمير مكثر ما كان يمنى به الحجاج من إرهاق في أخذ المكوس على أشخاصهم "وكان مقدار الجزية سبعة يوسفية على كل رأس كما كان القواد في جدة يأخذون من كل رأس منهم يوسفيا".


(١) "٣١٦ نفس المصدر".

<<  <  ج: ص:  >  >>