للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعاد العطار طبع ديوانه هذا سنة ١٤٠٠ هـ الموافقة لسنة ١٩٨٠ م، ولكن العطار انقطع عن الشعر مشتغلًا بالتآليف الكثيرة والمباحث المتنوعة التي ملأت أيامه ولياليه.

[صلة العطار بأدباء عصره]

كان للعطار يرحمه الله نشاط عظيم في الاتصال بالأدباء الكبار في مصر، ومن أبرز هذه الاتصالات صلته بالعقاد التي سنتحدث عنها بعد، وقد أثمرت صلاته هذه أعمالًا أدبية فاشترك مع الأستاذ/ محمد عبد السلام محمد هارون في إخراج تهذيب الصحاح للزنجاني وكتب له العطار مقدمة ضافية، وقام بطبعه ونشره معالي الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله، وإذا كانت صلة العطار بأدباء عصره أنتجت عملًا أدبيًا ولغويًا نافعًا، فإن بعض هذه الصلات أوصله إلى السجن.

فقد كان على صلة بالكاتب المصري المسيحي سلامة موسى، واتهم العطار بسبب هذه الصلة وما يشبهها بأنه ينشر دعايات ضارة ضد المملكة وحكومتها، وسجن بسبب ذلك وأبعد عن البعثة السعودية في مصر وحرم من التعليم الجامعي، وكتب العطار في آخر سنى حياته كتابًا عن هذه الواقعة سماه بين السجن والمنفى، وهو من أمتع الكتب بما يحويه من عفوية وبساطة وسلاسةفي الأسلوب.

[صلة العطار بالعقاد]

كانت صلة الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار - يرحمه الله - بالكاتب والأديب العبقري الكبير الأستاذ/ عباس محمود العقاد صلة حميمة بلغت حدَّ أنهما اشتركا في تأليف كتاب اسمه "الشيوعية والإسلام" صدرت طبعته الأولى سنة ١٣٧٦ هـ الموافقة لسنة ١٩٥٦ م وطبع مرة ثانية سنة ١٣٩٢ هـ الموافقة لسنة ١٩٧٢ م.

ولا أريد أن أتعرض لحقيقة الأمر في هذا الكتاب وهل شارك الأستاذ/ الكبير عباس محمود العقاد في تأليفه مع الأستاذ/ العطار، أم أنه وضع اسمه على غلاف الكتاب من قبيل المجاملة التي تقتضيها الصداقة الحميمة بينه وبين العطار ولكن قبول العقاد بوضع اسمه على الكتاب مع العطار هو أعظم دليل على صلة الطرفين وعلى ما يكنُّه كلٌّ منهما للآخر من مودة وتقدير.

وقد حدثني العطار - يرحمه الله - كيف بدأت صلته بالعقاد قال:

بعد وفاة زعيم مصر الكبير سعد زغلول - يرحمه الله - أصدر العقاد كتابه المعروف عن سعد زغلول في سنة ١٩٣٦ الموافقة لسنة ١٣٥٥ هـ.

كان العقاد من الكتاب المقربين إلى الزعيم الراحل، وكان يحظى منه بالتأييد وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>