للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشريف حسن بن عجلان والقاضي شهاب الدين المحلي]

وفي أتحاف الورى أنه في سنة ثمانمائة وأربع حصل للسيد حسن بن عجلان خمسة وستون ألف مثقال وأزيَدْ فيما قيل عن القاضي شهاب الدين أحمد بن القاضي برهان الدين المحلي، وجماعة من تجار الكارم، لأن المركب الذي كانوا فيه - انصلح - بمقربة من مكة فأعطوه هذا المقدار عن الربع الذي يأخذه ولاة البلد فيما ينصلح في بلادهم من الجلاب.

واشتد غضب القاضي برهان بن المحلي بسبب ذلك على السيد حسن وسعى في إرسال شخص من خواص السلطان بمصر يطالبه بذلك فوصل إليه في آخر رجب، وبلغ رسالته، فاعتذر بتفرق ذلك من يده، ووعده بالخلاص وماطل (١).

وفي الأعلام:

أن السلطان أبو الفتح سيف الدين قطز الظاهري، قرر لصاحب مكة الشريف حسن بن عجلان ألف دينار ذهبي تحمل له من خزينة مصر في كل عام، مقابل ترك المكس على الخضرة والفواكه والحبوب وغيرها بمكة، وأمر أن يكتب عهده واعترافه بذلك على سواري المسجد الحرام من ناحية باب السلام ومن ناحية باب الصفا، والسواري المكتوبة بهذا العهد موجودة في المسجد الحرام إلى الآن. انتهى (٢).

[السلطان قايتباي يبطل المكوس بمكة]

وفي الأعلام ما يلي:

وفي أول ولاية السلطان قايتباي أرسل إلى مكة مراسيم تتضمن بإبطال جميع المكوسات والمظالم، وأن ينقر ذلك على اسطوانة من أساطين الحرم الشريف في باب السلام.

[مراكب الهند تتحول من عدن إلى جدة]

كانت مراكب الهند التي تحمل البضائع إلى جدة تصل أولًا إلى ميناء عدن وتفرغ بضاعتها فيه، ثم تنقل هذه البضائع في الجلاب - المراكب الشراعية - إلى جدة.

وفي سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بلغ صاحب مصر وصول مراكب من الهند إلى بندر جدة، فأحبَّ أخذ مكوسها فبعث بعض مسالمة القبط سعد الدين بن المرة فقدم مكة، وصادف وصول أربعة عشر مركبًا موسوقة بضائع من الهند فأخذ منها العشر وهذا أول ما أخذ العشر لصاحب مصر بجدة.

وسبب تحول مراكب الهند من عدن إلى جدة كثرة الظلم عليهم في عدن فتركوه وصاروا يفدون إلى بندر جدة، فاستمر بندر جدة يعمر ويتلاشى أمر عدن إلى أن ضعف بسبب ذلك صاحب اليمن وقلَّ مدخوله، وضعف متحصله.


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٦٧/ ٦٦٨.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٦٨/ ٦٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>