أقول: أدركت الداودية عام ١٣٥٢ للهجرة وما بعدها، وهي تدعى بهذا الاسم، وكان الشيخ/ حسين نظيف أحد أدباء مكة يسكن بها.
[مدرسة العينية]
يقول الغازي: ومنها بالجانب الجنوبي مدرسة الملك المجاهد صاحب اليمن أوقفها على الفقهاء الشافعية، وتعرف الآن بالعينية، يسكنها قضاة مكة، وتاريخ وقفيتها في شهر ذي القعدة سنة سبعمائة وتسع وثلاثين.
[مدرسة الملك غياث الدين صاحب بنقالة]
ويواصل الغازي حديثه عن المدارس فيقول:
ومنها بالجانب اليماني مدرسة الملك المنصور غياث الدين صاحب بنقالة وهي موقوفة على الفقهاء من المذاهب الأربعة، وجعل الواقف المنازل بعلوها، وهي إحدى عشرة خلوة محلًا لسكنى جماعة من الفقراء أوقفت سنة ثمانمائة وأربع عشرة، انتهت عبارة تحصيل المرام.
ونقل الغازي عن الفاسي في شفاء الغرام تفصيلا أكثر عن مدرسة الملك غياث الدين فقال: بالجانب اليماني مدرسة الملك المنصور غياث الدين أبي المظفر أعظم شاه، ابن السلطان السيد الشهيد اسكندر شاه، ابن السلطان شمس الدين صاحب بنجالة، وهي للفقهاء من أصحاب المذاهب الأربعة، وكان المتولي لشراء عرصتها وعمارتها ووقفها من يديه لذلك وغيرها من مصالحها التي تذكر، وفوض إليه النظر خادمه المكين، وثقته الأمين ياقوت السلطان الغياثي، وكان الشراء لعرصتها، والنخيل وسقيه الموقوفتان عليها الآتي ذكرهما اثنى عشر ألف مثقال، في أول شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
ثم أعيد عقد البيع على ذلك في شهر شوال من السنة المذكورة لموجب اقتضاه الحال.
وفي شهر رمضان المذكور ابتدئ في هدم ما كان في موضعها من الأبنية، وفيه أيضًا ابتدئ في بنائها، وفرغ من ذلك في آخر صفر سنة أربع عشرة وثمانمائة.
وقرروا فقهاء فيها أربعة من المدرسين، وهم قضاة مكة الأربعة يومئذ، وستون نفرًا من المتفقهين، عشرين من الشافعية وعشرين من الحنفية وعشرة من المالكية وعشرة من الحنابلة.
وجعل الواقف المنازل التي بعلوها، وهي إحدى عشرة خلوة محلًا لسكنى جماعة من الفقراء خلاف واحد منها، فإنه جعلها خاصة للمدرسة المذكورة.
وكان ابتداء التدريس بها في ضحوة يوم السبت سابع جمادي الآخرة سنة أربع عشرة وثمانمائة، على الحالة التي قدرت عين الوقف، في تعيين أوقات التدريس بها في أيام الأسبوع، فكان تدريس الشافعي ضحوة يوم السبت.