للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجاد في منثوره ومنظومه، وتميز بالفضل على أقرانه، وزاحم بمنكبه صدور أهل زمانه إلخ ..

نعم لقد تلقى عبد الله سراج من والده الكثير من العلم والمعرفة كما تلقى عنه دروسًا أخرى لا تقل أهمية عنها.

[الشيخ عبد الرحمن سراج يؤدب ابنه]

كان الشريف عون الرفيق قد نفى كبار علماء مكة المكرمة وأصحاب الفتيا فيها، وكان أحد المنفيين هو الشيخ عبد الرحمن سراج الذي سافر معه ابنه عبد الله سراج فوصلوا إلى جدة ونزلوا في بيت شيخ دلالي الأسماك فيها وكان عبد الرحمن سراج مريضًا، ولم يكن معه من المال ما يصلح أحواله وأحوال ابنه، وفي المسكن البسيط الذى لجأ إليه في جدة زار الشيخ عبد الرحمن سراج رسول المعتمد البريطاني في جدة وعرض على الشيخ عبد الرحمن سراج رغبة الحكومة البريطانية إصدار فتوى بجواز أن يكون للمسلمين خليفتان في وقت واحد، فإذا أصدر الشيخ عبد الرحمن هذه الفتوى، فإن الحكومة البريطانية تنقله في بارجة حربية إنجليزية إلى الهند ليتولى منصب قاضى القضاة هناك.

ونظر عبد الرحمن سراج إلى ابنه، كأنه يستطلع رأيه، ورأى الشاب عبد الله سراج أن الفرج قد جاء إلى أبيه في هذا العرض الذي يستردَّ به ما فقد من منصب وجاه، فقال لأبيه، إنه لا يرى بأسًا بإصدار هذه الفتوى؟

ولكن عبد الرحمن سراج نظر إلى ابنه نظرة صاعقة، وأهوى بيده على وجهه فلطمه على خده لطمة أليمة، والتفت إلى رسول المعتمد

<<  <  ج: ص:  >  >>