للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما حاول أمير المدينة قاسم الحسيني في سنة ٦٢٢ استخلاص مكة من نائب المسعود فسار إليها بجيش كثيف وحاصرها شهرا دون أن يظفر بطائل.

وتوفي الملك المسعود بمكة في سنة ٦٢٦ حيث قدم لزيارتها فما لبث أن أصيب بمرض الشلل فتعطلت يداه ورجلاه وقاسى ما لا يطاق من الآلام المبرحة، وكأنما شعر بعظيم جنايته وعرف أن أمواله التي جمعها من الحرام لا تصلح لتجهيزه، فتصدق عليه أحد المغاربة بمائتي درهم لتكفينه ودفنه.

وقد استمر حكم مكة يتجاذبه ملوك مصر واليمن نحوا من ثمانية وعشرين عاما إلى أن استطاع الحسن بن علي بن قتادة الاستيلاء عليها في التاسع من ذي القعدة سنة ٦٤٧ للهجرة وتفاصيل هذه الأحداث في تاريخ مكة للسباعي (١).

ونعود الآن بعد هذه الفذلكة التاريخية عن الملك المسعود إلى تكملة البحث عن مقام إبراهيم عليه السلام.

[تجديد قبة المقام]

ونقل الغازي عن مرآة الحرمين ما يلي:

وقد جددت قبة المقام في سنة تسعمائة للهجرة، وكذلك في سنة ألف وتسع وأربعين ونقشها بالذهب في سنة ألف واثنين وسبعين سليمان بك والي جدة من قبل سلطان مصر - الاسم غير اضح - ويقول صاحب مرآة الحرمين:

وقد رأيت مكتوبا بأعلى القبة من الجهة الجنوبية، أمر بتجديد هذا المقام الشريف مولانا العبد الفقير إلى الله تعالى سلطان الإسلام والمسلمين، قاتل الكفرة والمشركين، ملك البرين والبحرين خادم الحرمين الشرفين السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره في ١٥ رجب الفرد سنة ٩٥٥.

[ومكتوب عليها في الجهة الغربية المقابلة لباب الكعبة]

أمر بتجديد هذا المقام المعظم سيدنا ومولانا السلطان المظفر سليم خان بن السلطان با يزيد خان، وعلى الجهة الشمالية بقية أجداده سنة ١٠٤٩ (٢).

[الشيخ طاهر الكردي يصف حجر المقام]

وصف الشيخ طاهر الكردي مؤلف كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم - وهو من


(١) تاريخ مكة صفحة ٢٣٠ - ٢٣٧.
(٢) إفادة الأمان مجلد ١ ص ٥٢١/ ٥٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>