للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهندي (١٥٦) والقماش الرفيع نحو من عشرين حملا، وطلبنا من أصحابها من نسأله عن خبر البلد فلم نجد أحدًا وذهبنا نحوًا من ميل، فوجدنا أصحابها في قهوة مستريحين، وأخبرونا أنها أي الجمال بأحمالها في أمان حتى لو ذهبت إلى مكة لم يعترضها أحد، وأخبرونا بعجائب من مثل ذلك وقعت في أيام الأمير زيد، ووالده محسن، فمن ذلك أنهم زعموا أن رجلا جاء إلى السلطان محسن فقال له: إني وجدت بالفلاة الفلانية حملًا من البز، فقال له: من أخبرك أنه من البز فقال مسسته برِجلي، فأمر بقطع رجله، وقال له: لِمَ مسسته برِجلك؟ إلى غير ذلك من أمثال هذه الحكايات ولا نعلم صحيحها من سقيمها.

أقول: كانت الحالة الشائعة في ذلك الزمان هي فقدان الأمن في الطريق بين مكة وجدة ومكة والمدينة، فإذا حدث أن اطمأنت الأحوال، في عهد من العهود فأمن الناس في أسفارهم، ولم يتعرض لهم متعرض من الأعراب أو اللصوص، كان ذلك ظاهرة عجيبة تستحق التسجيل.

[الحراشي يزيد المكوس ويبنى فرضة جدة]

وفي سنة ٨٠٦ هـ تولى أمر جدة جابر بن عبد الله المعروف بالحراشي، أصله من التجار فولاه الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة أمر جدة، فقام بمصالحه أحسن قيام، وكان يحسن السياسية في استيفاء المكوس ولكنه زاد فيها كثيرًا عما كانت عليه قبل ولايته .. وبنى


(١٥٦) البز: هو القماش من الحرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>