للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حمزة شحاتة والعواد]

المعركة الشعرية العظيمة التي دارت بين الشاعرين حمزة شحاتة والعواد في النصف الثانى من الخمسينات أو في أوائل الستينات أن لم تخنى الذاكرة معروفة في أوساط الأدباء، دارت رحى هذه المعركة على صفحات جريدة صوت الحجاز قصائد شعرية تبادلها الطرفان بعد أن رمز كل منها لنفسه باسم مستعار أخذ حمزة لنفسه اسم الليل رمزا واتخذ العواد لنفسه اسم الساحر العظيم رمزا وبدأت المعركة بقصائد رمزية ينتصر فيها كل منهما لنفسه تحت ستار الحرب بين عناصر الطبيعة وما إليها وقد تحولت المعركة بعد ذلك إلى هجاء مقذع تناول الأعراض ولم يكن ينشر بصحيفة صوت الحجاز وإنما كان يكتب باليد ويوزع على أحياء مكة (١) ونواديها وشاع أمر هذا الهجاء وذاع حتى بلغ إلى سمع المعنيين في الحكومة فخاف الشاعران وطوى كل منهما هذه الصفحة السوداء بعد أن انزلق معهما في هذا الطريق الأستاذان أحمد قنديل ومحمود عارف وكانت القصائد التي نظمها حمزة في هذه المعركة ونشرها مفقودة بينما أن العواد اثبت قصائده في ديوانه الشعرى لعلها تحت عنوان (يد الفن تحطم الاصنام وهي تمثل، جزءًا هاما من شعر العواد ويسرني أن أذكر هنا أني وجدت القصائد التي نظمها حمزة ضمن المجموعة التي احتفظ بها صديقنا وصديقه الشيخ محمد نور جمجوم وإنه ليسرني هنا أن اثبت بعض مقاطعها، وحينما يتم نشر ديوان حمزة شحاتة وتنشر فيه هذه القصائد سيتمكن الدارسون لشعر الشاعرين من الحكم في هذه المعركة الشعرية التاريخية إذا صح هذا التعبير.

[ملحمة]

هذه الملحمة تتكون من سبعة عشر مقطوعة كل مقطوعة تتألف من خمسة أبيات، وهي تصور مفاخرة بين البحر والعاصف يرويها الليل، وقد رمز حمزة لنفسه بالعاصف ولخصمه العواد بالبحر وتبدأ الملحمة هكذا:


(١) انظر تفاصيل أوفى عن هذه المعركة في كتابنا أعلام الحجاز في الحلقة الخاصة بمحمد حسن عواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>