للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلاميذ الشيخ الأنصاري أن الشيخ الطيب كان يطلع على ما ينظمه تلميذه ضياء الدين من الشعر وأنه كان دائم التوجيه له، يبصره بمواقع الخطأ كما يبصره بمواقع الإجادة، ولقد لفت نظرى أن كثيرا ممن عرفت أسماؤهم من أعلام الرجال في المدينة المنورة كانوا من تلاميذ الشيخ الطيب أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر إلى جانب السيد عبيد مدني والشيخ ضياء الدين رجب رحمهما الله العلامة الصديق الأستاذ عبد القدوس الأنصاري صاحب ورئيس تحرير مجلة المنهل الغنية عن التعريف وفضيلة الشيخ محمد الحركان وزير العدل الأسبق وأمين عام رابطة العالم الإسلامي حاليا. والأستاذ عبد الحق نقشبندى وغيرهم، ولقد ترك الشيخ الطيب أثره الطيب في نفوس طلابه فكلهم تحدث عن هذا الأثر فكان منهم العلماء والقضاة والأدباء والشعراء وأخيرا فإن الشيخ الطيب هو والد الدكتور عبد الرحمن الأنصاري رئيس قسم الآثار بجامعة الملك سعود بالرياض.

ونعود بهد هذا الاستطراد عن الشيخ الطيب الأنصاري إلى السيد عبيد مدني رحمه الله، لنواصل الحديث عنه.

[رائد الأدب الحديث بالمدينة المنورة]

يصف الأستاذ عبد القدوس الأنصارى السيد عبيد بأنه رائد الأدب الحديث في المدينة المنورة (١) في البحث الطويل الذى كتبه عنه في مجلة المنهل والذى نوجزه فيما يلى:

كانت الحياة الأدبية في مدينة الرسول صلوات الله وسلامه عليه حتى بداية الأربعينات من القرن الهجرى الرابع عشر راكدة ركودا يشبه السبات، لقد ألف الناس ما تعودوا عليه من هذا الشعر الذى يحفل بالمحسنات البديعية، وذلك النثر الذى تضيع أغراضه في متاهات السجع الرخيص وهكذا تضيع المعانى والمقاصد


(١) انظر الجزء ٢ من المجلد ١٩ من السنة الثانية والعشرين لجلة المنهل الصادرة في شهر ربيع الأول ١٣٧٨ هـ صفحة ١٧٣/ ١٨٢ وانظر ما كتبه الأستاذ عبد القدوس في مجلة المنهل بعد وفاة السيد عبيد في عام ١٣٩٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>