أقول: تقع بحرة في منتصف الطريق بين مكة وجدة، وكان القادمون على الجمال يقيلون بها إلى ما بعد العصر ثم يسافرون منها إلى جدة أو مكة، وبحزة في وهدة من الأرض تجتمع فيها مياه السيول ولعل هذا هو الذي أوجد بها الزراعة في ذلك الزمان.
[السفن المصنوعة من الشريط]
وفي مرساها سفن كثيرة كبار وصغار، وغالبها معمول بالشريط، صنعة عجيبة ليس فيها مسمار، وهي مع ذلك كبيرة المقدار، متباينة الأقطار، واسعة الأنحاء، تحمل أضعاف ما تحمل غيرها من السفن.
أقول: هذا الوصف للسفن المصنوعة من الشريط ربما كان معروفًا زمان رحلة العياشي - وقد حج في عام ١٠٥٩ هـ وسنة ١٠٦٤ هـ وسنة ١٠٧٢ هـ وجميع هذه الحجات في القرن الحادي عشر الهجري كما جاء ذلك في ترجمة العلامة الشيخ حمد الجاسر - انظر مقتطفات من رحلة العياشي ص ٨.
أما السفن التي أدركتها فهي مصنوعة من الأخشاب القوية، وكان الناس يعتمدون عليها قبل ظهور البواخر التي تسير بالآلات، وكان الكثير من تجار جدة يملكون هذه السفن، ومن أشهر ملاك السفن وصناعها في جدة فرج يسر (١٥٤) الذي كان يصنع السفن والذى قيل إنه احتفل بزواج ولده بإضاءة مائة سفينة بالقناديل في ميناء جدة كما علمنا من أحداث جدة أن أولاد جوهر كانوا يملكون السفن التي اقتسموها بعد وفاة والدهم، ولقد سمعت أن بعض التجار كانوا يشتركون في امتلاك سفينة