الجديدة ولم يعد إلى بلاده إلا وقد تعاقد على شراء جهاز كبير للأشعة يستعمله في عيادته الخاصة.
كَهربَاء الخَاشقجي
ولم يكتف الخاشقجى بهذا فالجهاز يحتاج إلى القوة الكهربائية لتشغيله والبلاد لم تدخلها الإضاءة الكهربائية إلا في بعض البيوت الخاصة فاشترى مولدات ضخمة لتوفير القوة الكهربائية لا لجهاز الأشعة وحده وإنما لتوفير الإضاءة للمنطقة التي يوضع بها جهاز الأشعة وهكذا ظهرت موهبة الدكتور الخاشقجى التجارية بوضوع فهو يعرف كيف يستفيد من الفرص المتاحة له بذكاء وإقدام، لقد تخطى العقبات التي وقفت في سبيل تعليمه فتعلم وتخطى العقبات حتى أصبح طبيبا شهيرا وتخطى الصعاب حينما آثر البقاء في البلاد على العيش الخفيض في بلد آخر، وأخيرا تخطى الصعاب حينما طمح إلى تخصص جديد يُعدُّ الأول من نوعه في البلاد ولم يكتف به بل أدخل الإضاءة الكهربائية إلى منطقة ولو كانت محدودة من مكة الكرمة، نعم لقد استأجر الدكتور الخاشقجى عمارة جديدة أقامها الأشراف في القشاشية بالقرب من المسجد الحرام فجعلها عيادة لأشعته التي تخدم البلد في هذا المجال من الطب وكان لديه الفائض الكثير من القوة الكهربائية فتقدم إليه الناس بطلب الإضاءة، فأضاء شارع القشاشية كله ولعله ربح من هذه الإضاءة أكثر مما ربح من عمل الأشعة، وأكرر هنا أن الربح الحلال لا يغض من قيمة العمل النافع بل هو مدعاة لاستمراره وتحسينه، أن عملية إضاءة حوانيت شارع هام من شوارع مكة المكرمة بالقرب من المسجد الحرام يعتبر في ذاك الوقت عملا حضاريا مهما كان محدودا، فإذا كان الرجل الذى أقدم على هذا المشروع ليس تاجرا وإنما هو طبيب جراح أو دكتور أشعة