للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الحضراوي: وفي الحقيقة كانت جدة قبل هذه العمارة لا يطيق الإنسان في مدة الصيف أن يخرج من بيته من رائحة الندا الكريهة، والزناخة والشمس المحرقة، والقشاش، والقشاع، وغير ذلك فصارت كآحاد المدن الفائقة.

[إصلاح العين القديمة]

ثم إنه شغل الناس في عين أدخلها لها، وكانت قديمًا ثم بطلت، ثم انهدم مجراها، فأمر على الناس وأهل الحواير في الشغل فيها حتى أدخلها إلى البلد، وجعل لها بازانًا للسقاية في ناحية العلوي، ثم أجراها إلى الفرضة حتى تصب في البحر، ثم ضنعفت وقل ماؤها لكنه يجري قليلا، فانتفعت به البلدة وأهلها، وإن كان ماؤها غير عذب، لكنه يعين على المهنة والغسيل وغير ذلك.

أقول: هذا الوصف للعين ينطبق على عين الوزيرية التي كانت تصل إلى جدة من الرغامة وكان ماؤها لا يصلح للشرب ولكنه صالح للغسيل، وأول من أجراها إلى جدة السلطان قانصوه الغورى في القرن العاشر الهجري، ثم انقطعت نتيجة تعرضها للخراب فقام بإصلاحها وإيصال مائها التاجر فرج يسر في القرن الحادي عشر الهجري، وقد تكرر الخراب فيها فكانت تنقطع ثم يعاد إصلاحها، وآخر مرة تم إصلاحها في الخمسينات من القرن الماضي في العهد السعودي، وبعد إيصال جلالة الملك عبد العزيز للماء من وادي فاطمة، أهمل أمر هذه العين تمامًا، وانتهت الحاجة إليها (١٦٨).


(١٦٨) انظر كل ما يتعلق بالماء في جدة في "أعلام الحجاز" (ج ٢): ص ٢٣٠، ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>