للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مسجد الشافعي]

ومسجدها الكبير من أحفل المساجد، وهو المعروف بالشافعي فيه أعمدة من الساج، مخروطة على هيئة أعمدة الرخام المخروط، طيب عودها، يحسبها من لم يتأملها رخاما أحمر يقول المؤلف:

أخبرنا شيخنا أبو مهدي أنه يقال: إن أعمدة ذلك المسجد جلبت في صدر الإسلام من كنيسة في أرض الحبشة عندما افتتحها المسلمون.

أقول: أعمدة الساج في مسجد الشافعي لا تزال باقية في هذا. المسجد أو بعضًا منها على الأقل، وقد ولدت ونشأت في بيت مجاور لهذا المسجد، كنت أحسب أن هذه الأعمدة من الرخام كما جاء في هذا الوصف، أو على الأقل أنها مبنية من الحجر ثم عدلت بصنعة جيدة حتى صارت تشبه الرخام، ولم يدر بخلدي أنها من الساج، لأنها شبيهة بالرخام، أما ما ورد عن أن هذه الأعمدة أنها جلبت في صدر الإِسلام من كنيسة في أرض الحبشة عندما افتتحها المسلمون فليس هناك ما يؤيد هذا الرأي، وقد ذكر الأستاذ عبد القدوس الأنصاري أن مسجد الشافعي عمّر في سنة ٦٤٩ هـ وهو تاريخ بعيد عن صدر الإِسلام كما هو معروف.

[الأمن في عهد الأميرين محسن وزيد]

وقد شاهدنا في هذه الخطرة - يعني السفر من جدة إلى مكة - من العافية التي بسطها الله في الطرق والقرى والأمان التام ما قضينا منه العجب، فمن ذلك أنا لقينا عيرًا في ليل مظلم، تحمل أحمالا من البز

<<  <  ج: ص:  >  >>