للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مدارس السلطان سليمان العثماني]

ذكر القطبي أن السلطان سليمان استبدل الأماكن التي بجانب الحرم من الجهة الشمالية وبنى بها أربع مدارس أوقفها على من ولي الإفتاء من الأحناف والشافعية والمالكية والحنابلة وتاريخ وقفها سنة تسعمائة وسبعين.

وقد فصَّل الشيخ عبد الله الغازي أمر بناء هذه المدارس وكيفية شراء السلطان سليمان لها فالأماكن المملوكة اشتريت، والأماكن الموقوفة استبدلت بغيرها مما فيه فائدة للوقف الأصلي وتم بناء المدارس الأربعة، وعينت المرتبات للمدرسين والطلاب، فعين لكل مدرس خمسين عثمانيًا لكل يوم، وعين للمعيد أربعة عثمانية في كل يوم، يجهزها في كل عام ناظر الأوقاف السليمانية بالشام مع الركب الشامي إلى مكة المشرفة فيوزع على المدرسين والطلبة وظائفهم.

وقد تم إكمال عمارة المدارس الأربعة في عهد السلطان سليم ابن السلطان سليمان، وبوشر التدريس فيها من قبل العلماء الأجلاء.

ويقدم صاحب كتاب الأعلام وصفًا شائقًا للدراسة لهذه المدارس يقول فيه:

فأنعم السلطان بالمدرسة المالكية السليمانية وهي رأس المدارس الأربعة على سيدنا ومولانا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة وناظر المسجد الحرام مولانا السيد القاضي حسين الحسيني بخمسين عثمانيًا، ثم رقَّاه إلى أن صارت مدرسته بمائة عثمانيًا، وأنعم بالمدرسة الحنفية السليمانية على مؤلف هذا الكتاب - صاحب كتاب الأعلام محمد بن أحمد القطبي - بخمسين عثمانيًا في أواسط جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وتسعمائة، يقول القطبي:

فأقرأت فيه قطعة من الكشاف والهداية، وقطعة من تفسير مولانا أبو السعود العماري وأقرأت فيها درسًا في الطب، ودرسًا في الحديث وأصوله، وأنني أدرس الآن فيها تكميل شرح الهداية الذي كمله الآن العلامة الفهامة فريد دهره ووحيد عصره صاحب التصانيف الفائقة التي سارت بها الركبان، وتداولتها العلماء فالطلبة، في سائر البلاد، مولانا شمس الملة والدين أحمد المعروف بقاضي زاده أفندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>