للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الوجبات هو الذي مكَّن الدولة من إيصال الماء إلى مدينة جدة في قنوات تمتد من وادي فاطمة إلى مدينة جدة مما كان سببًا في تطور المدينة واتساعها فالماء إكسير الحياة، وصدق الله تعالى حيث يقول: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.

وحينما وفق الله تعالى جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله للعمارة الأولى للمسجد النبوي الشريف وأسند أمر هذه العمارة العظيمة إلى المعلم محمد بن لادن يرحمه الله طلب من معالي الشيخ عبد الله السليمان ترشيح شخص لإدارة المشروع حيث أن ابن لادن سيتفرغ للقيام بالأعمال الهندسية والإنشاء، فاختير الشيخ صالح قزاز لإدارة المشروع، ومنه انتقل إلى إدارة مشروع العمارة السعودية الأولى للمسجد الحرام، وأسند أمر إصلاح قبة الصخرة بالقدس إلى المعلم محمد بن لادن، فتولى الشيخ صالح قزاز إدارة المشروع كذلك، وهكذا جمع الله لهذا الرجل الإشراف على تعمير أعظم مساجد الإسلام في مكة والمدينة وبيت المقدس.

وحينما تأسست رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة ١٣٨٢ واختير معالى الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله أمينًا عامًا لها، اختار صديقه الشيخ صالح قزاز أمينًا عامًا بالوكالة يقوم بأعمال الأمين العام للرابطة في حضور الأمين أوغيابه.

وحينما توفي الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله سنة ١٣٩٣ اختير الشيخ صالح قزاز أمينًا عامًا للرابطة، وكان قد رشح لها أحد الوزراء ولكن المجلس التأسيسي للرابطة وهو مكوَّن من علماء المسلمين في جميع أنحاء العالم الاسلامي اختار وبإجماع الأراء الشيخ صالح قزاز ليكون الأمين العام للرابطة وطلبوا من جلالة الملك فيصل يرحمه الله الموافقة على اختيارهم فتم لهم ما أرادوا، وتجدد اختيار الشيخ صالح قزاز للأمانة العامة للرابطة لفترة ثانية، وكان راغبًا في التخلي عن أعمال الرابطة بعد أن قضى فيها أعوامًا كثيرة وبدأت السنُّ تعمل عملها في صحته. وأتمَّ الفترة الثانية وقدم استقالته إلى المجلس التأسيسي للرابطة، حاول أعضاء المجلس أثناءه عن الاستقالة فزاره وفد منهم بمنزله لهذه الغاية فقال لهم:

الرابطة أمانة عظيمة ولا أستطيع القيام بواجبها فأرجو إعفائي، وأمام إصراره قُبلت الاستقالة وتم تعيين فضيلة الشيخ محمد الحركان يرحمه الله أمينًا عامًا للرابطة حيث بقي فيها إلى أن توفاه الله.

[رجل المهمات العظيمة]

كان الشيخ صالح قزاز رجل المهمات العظيمة بحق، وذلك لما يتمتع به من إخلاص في العمل، ونزاهة في الضمير، والرغبة في تحقيق الخير أينما حلَّ وَرَحل.

ولعل الكثيرين لا يعلمون أن الشيخ صالح قزاز يرحمه الله لم يكن يتقاضى من المعلم محمد بن لادن أجرًا حينما كان يقوم بإدارة الأعمال العظيمة في توسعة المسجد النبوي الشريف الأولى ثم في توسعة المسجد الحرام، ثم في إصلاح مسجد قبة الصخرة في بيت المقدس ولذلك قصة نوردها فيما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>