للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسان عصره في المدينة، وربما في الحجاز، فقد نعته المترجمون بأنه متنبي الحجاز، أو كاد أن يكون كالمتنبي (٣٠٩)، فقد أثبتنا بعض مطولاته التي أرسلت للشريف مسعود ملك مكة المكرمة على لسان أهل المدينة في شأن الفتنة التي وقعت عام ١١٤٨ هـ (٣١٠). كما أثبتنا القصيدة التي كتب بها على لسان بعض السادة العلويين يصف ما وقع عليهم من الأعراب وهم في طريقهم لزيارة المدينة المنورة (٣١١) والديوان حافل بهذه الرسائل التي يعتبر بعضها إلى جانب البراعة الشعرية وحسن البيان تسجيلا تاريخيًّا لأحوال المدينة السياسية والاجتماعية في عصره، وقد أسلفنا الحديث عن هذا الأمر، ولم تقتصر رسائل البيتي على الأحداث السياسية في عصره وإنما كان مقصودًا من الناس لكتابة الرسائل إلى الكبراء في قضاء حاجاتهم، فهناك قصيدة أثبتها البيتي في ديوانه وقدم لها بما يلي: وسأل مني أحمد ريحان الجداوي أن أكتب له مكتوبًا إلى حضرة المرحوم السيد عبد الله أسعد زاده مفتي المدينة المنورة سابقًا ومضمون ذلك التماس شيء من فواضله (٣١٢) وأمثال هذه الرسائل يحفل بها الديوان كما أسلفنا وقد أبدع البيتي فيها كعادته أيما إبداع.

[خلاصة الرأي في أدب البيتي]

نستطيع أن نوجز الرأي في أدب البيتي أنه كان تعبيرًا صادقًا


(٣٠٩) انظر: المختصر من كتاب"نشر النور والزهر": ص ١٥٤.
(٣١٠) ديوان البيتي: ص ٣٧.
(٣١١) نفس المصدر: ص ٥١.
(٣١٢) نفس المصدر: ص ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>