للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بعض ولاة مكة يقطع الذهب من عضادتي باب الكعبة]

ذكر التقى الفاسى أن بعض ولاة مكة قطع أيام الفتنة عضادتي باب الكعبة وغيرها وسبكها دنانير، وصرفها على الفتنة.

[الخليفة المعتضد يعيدها ذهبا]

فكتب حجة البيت إلى الخليفة المعتضد بذلك فأمر بإعادة ذلك جميعه فأعيدت كما أشار به (١) أقول: ولي الخليفة العباسى المعتضد في سنة تسع وسبعين ومائتين وكان خليفة حازما أعاد للخلافة هيبتها بعد أن ضعف أمر الخلفاء، وفي أيامه ظهر القرامطة ووقعت بينه وبينهم وقائع كثيرة مبسوطة في كتب التاريخ (٢).

أما الفتنة التي ذكر أن بعض ولاة مكة أخذ فيها عضادتي باب الكعبة الذهبيتين وسبكها دنانير وصرفها على الفتنة فلم أعثر على نص صريح عنها، ولكن وقعت في مكة قبل خلافة المعتضد فتنة في سنة مائتين واثنين وسبعين بين أمير مكة ويوسف بن الساج وبدر غلام أحمد الطائى أمير المدينة المنورة ووقع القتال على أبواب المسجد وأسر ابن الساج بدرا، فغضب له بعض أهل الحج، وثاروا على ابن الساج حتى أسروه وساقوه إلى بغداد فربما كانت هذه الفتنة هي التي وقع فيها ما أشار إليه الحجبة (٣).

[أم الخليفة المقتدر تلبس إسطوانات البيت الشريف ذهبا]

وذكر الفاسى أن أم الخليفة المقتدر العباسى أمرت غلامها لؤلؤان يتوجه إلى مكة وأن يلبس جميع اسطوانات البيت ذهبا ففعل ذلك في سنة عشر وثلاثمائة (٤).

[الوزير الجواد يحلى أركان الكعبة بصفائح الذهب والفضة من الداخل]

وذكر الفاسى أن الوزير جمال الدين بن محمد بن على بن منصور المعروف بالجواد الذى تولَّى الوزارة في مصر سنة تسع وأربعين وخمسمائة، أرسل صاحبه إلى مكة ومعه خمسة آلاف دينار ليعمل صفائح الذهب والفضة في أركان البيت من الداخل (٥).

أقول: ذكرنا قبلا أن الخليفة المتوكل العباسى أمر بعمل زوايا الكعبة من الذهب، ولابد أن هذه الزوايا الذهبية قد ذهبت بتو إلى القرون أو ذهب بعضها فأراد الوزير الجواد أن يعمل شيئا فيها.


(١) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٥٠.
(٢) البدايه والنهايه ج ١١ ص ٨٦.
(٣) تاريخ مكه ١٦٧.
(٤) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٥٠/ ٤٥١
(٥) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٥١

<<  <  ج: ص:  >  >>