للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سلاطين المماليك يأمرون التجار بحمل البضائع إلى مصر]

ويواصل ابن فهد تعليقه فيقول:

ومع ذلك منع التجار أن يسيروا في الأرض، ويبتغوا من فضل الله، وكلفوا أن يأتوا إلى القاهرة حتى يؤخذ منهم المكوس على أموالهم، فإنه في هذه السنة في أيام الموسم منع التجار أن يتوجَّهوا من مكة إلى بلاد الشام بما ابتاعوه من أصناف تجارات الهند، وألزموا أن يسيروا مع الركب إلى مصر، حتى يؤخذ منهم مكوس ما معهم، فتوجهوا مع الحاج فلما نزل الحاج (بركة الحاج) خارج القاهرة - خرج مباشروا الخاص وأعوانهم واستقفوا تفتيش محاير القادمين من الحجاج والتجار وأحمالهم وأخرجوا سائر ما معهم من الهدية، وأخذوا المكوس، حتى أخذوا من المرأة الفقيرة مكس النطع الصغير عشرة دراهم مكوس. انتهى (١).

[منادي السلطان في عرفات]

ونقل الغازي عن درر الفرائد ما يلي:

ومن الغرائب إظهار النداء في يوم عرفة بالموقف الأعظم لجميع الناس عامة، من اشترى بضاعة للبحر وسافر بها إلى غير القاهرة حلَّ دمه وماله للسلطان.

فسافر التجار القادمين من الأقطار مع المركب المصري، ليؤخذ منهم مكوس بضائعهم بها ثم إذا سافروا من القاهرة إلى بلادهم يؤخذ منهم المكوس بالشام أيضًا، وغيرها فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. انتهى، وكان ذلك في سنة ثلاثين وثمانمائة كما ذكر ابن فهد (٢).

[السلطان يخصص لشريف مكة ثلث مكوس المراكب الهندية]

وفي يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنة ثمانمائة واثنين وثلاثين وصلت المراسم من الأشرف صاحب مصر بالإنعام على مولانا الشريف بركات بن حسن، ثلث ما يتحصل من عشور المراكب الهندية، وأن الثلثان - الثلثين - يحملان إلى الخزانة فحصل للشريف بذلك غاية السرور (٣).

[مضاعفة المكوس على بضائع اليمن]

وفي سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة كتب السلطان صاحب مصر بأن يؤخذ من التجار الشاميين والمصريين إذا وردوا جدة ببضائع اليمن عشران - عشرين - أي تضاعف المكوس عليهم وأن من قدم إلى جدة من التجار اليمنيين ببضاعة، تؤخذ بضاعته بأجمعها للسلطان من غير ثمن


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٧٢/ ٦٧٤.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٧٤.
(٣) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>