للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتمرن عليها حتى يستطيع أن يمسك زمام الأمور حين يشتد ساعده ولكن محمد علي زينل كان شغوفا بالعلم منذ الصغر وخاصة بعلوم الدين ولم يجد في مدينة جدة ما يشبع نهمته ويسد جوعته فاستأذن من أبيه في السفر إلى مصر والالتحاق بالجامع الأزهر وهو أكبر مصدر لتلقى علوم الدين في عصره، ولكن والده الذى كان يرغب في تهيئة ابنه للعمل التجارى له يوافق على هذه الرغبة، كما أنه كان راغبا في بقاء ابنه محمد على بجانبه وهو أكبر أبنائه ولكن حب محمد علي زينل للعلم والدراسة استحوذ على فكره وأخذ بمجامع قلبه فما هو الَّا أن حزم أمره وترك مدينة جدة دون علم والده، وذهب إلى مصر وبدأ الدراسة فعلا بالجامع الازهر. ولكن الحاج زينل الذى لم يطق فراق ابنه تبعه إلى مصر وأعاده إلى بلده، ورأى محمد على نفسه مرة أخرى في مدينة جدة وقد حيل بينه وبين ما يرغب من تعليم، رأى نفسه كما حدثنى رحمه الله في جدة وهو شاب في العشرين أو دونها وكان يصف حال العلم والتعليم في أوائل القرن الرابع عشر قال عن:

نشُوء فِكرة مَدارس الفلاح

" كان يقوم الجمَّال من مكة المكرمة بأحماله ومعه ورقه بها اسم الرجل الذى له البضاعة فيدخل من باب مكة إلى أن يصل إلى الخاسكية - قلب شارع الملك عبد العزيز الآن - فلا يجد من يحسن قراءة الورقة التي بيده إلى أن يُيسر الله من يقرأها بعد الجهد والتعب فيستدل على صاحب الأحمال وينزلها لديه قال وكانت في مدينة جدة كلها مدرسة واحدة هي - المدرسة الرشدية - كان موقعها أمام مسجد الباشا وقد هدمت بعد خرابها وتقرر إبقاء الأرض دون بناء توسعة للشارع - وكانت هذه المدرسة تعلم اللغة العربية بالتركية - كان هذا في أواخر العهد العثمانى - وحين انتشار حركة التتريك التي كانت تمارسها جمعية الاتحاد والترقى

<<  <  ج: ص:  >  >>