للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القتال بين أمير الحج وصاحب مكة]

وفي سنة خمسمائة وست وخمسين حج الناس فحصلت فتنة وقتال بين صاحب مكة وأمير الحج فرحل الحجاج، ولم يقدر بعضهم على طواف الإفاضة.

قال ابن الأثير: وكان ممن حج ولم يطف جَدَّتُه أمُّ أبيه، فأتت في العام المقابل وطافت وأحرمت بحجة أخرى وأهدت. انتهى.

ذكره أبو الفداء كذا في تحصيل المرام (١).

[عساكر مصر يخرجون أهل مكة من بيوتهم وينهبون القوافل]

وفي سنة تسعمائة واثنين وثلاثين ورد من مصر سليمان الريس متوجهًا إلى اليمن ومعه نحو أربعة آلاف عسكري جهزهم الوزير الأعظم إبراهيم باشا صاحب مصر لأخذ اليمن مددًا لمن سبق من الباشوات فوصلوا جدة في شهر رمضان من السنة المذكورة، وصار العسكر يتعرضون العرب بالنهب فانقطعت الميرة عن مكة بسبب ذلك، وحصل بها غلاء لذلك، ثم وصلت طائفة من العسكر إلى مكة وأخرجوا الناس من بيوتهم وسكنوها، وكثر أذاهم، فسلطت عليهم العربان وقتلتهم في طريق جدة، وأينما وجدوهم، إلى أن قتلوا تاجرين عظيمين من تجار مكة ظنًا بهم أنهم من العسكر فأمر الشريف حسن العربان بعدم القتل، لكن بعدما ألحَّ فيهم القتل، وامتلأ طريق جدة من رممهم، فبعث الشيخ الشيخ محمد بن عراق جماعته فدفنوا ما في الطريق من جثث القتلى، ولما كثر العسكر المذكور بمكة نصبوا بيارقهم بالمسجد الشريف من باب السلام إلى باب علي، فشكى الناس ذلك إلى الشيخ محمد بن عراق، فجلس الشيخ في المسجد ودعى الأمير خير الدين وبعض رؤساء العسكر ونهرهم وأمرهم بالخروج من بيوت الناس فأكبَّوا على رجليه يقبلونها وقالوا: قصدنا الحج ونتوجه فقال لهم: اذهبوا إلى منى، فإن بها بيوتًا خالية فاسكنوها، فامتثلوا أمره، وخرجوا إلى منى، وقتلوا بعض المسئولين منهم امتثالًا لأمر الشيخ محمد (٢).

[القتال بين أمير الحج المصري وبين أهل ينبع]

في سنة سبعين ومائة وألف، كان أمير الحج المصري محمود درويش بك ابن دفتردار مصر سابقا، وحصل بينه وبين أهل ينبع قتال عظيم وقتل منهم كثيرًا، ونهب السوق وشال الحج وتوجه حين الوقعة، وكانت شديدة الحر ومات بها خلق كثير، وأيضًا مات من البهائم شيء عظيم.


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦١٠/ ٦١١.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٢٦/ ٦٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>