للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ علماء مكة المكرمة في ذلك الزمان السيد أحمد زيني دحلان (١). كما كان إماما وخطيبا للمسجد الحرام، وكان للسيد الدحلان حلقة يلقي فيها دروسه على طلاب العلم في المسجد الحرام، والتحق الشيخ رحمت الله في هذه الحلقة يستمع إلى الدروس مع طلاب العلم بعد صلاة الفجر من كل يوم، وحدث أن وجه الشيخ رحمت الله إلى السيد الدحلان سؤالا فقهيا في إحدى حلقات الدرس وبعد أن أجاب السيد الدحلان على السؤال تطور الأمر إلى مناقشة فقهية أدرك معها السيد الدحلان أن السائل ليس طالب علم وإنما هو عالم متمكن فأمسك بيده وطلب منه أن يحدثه عن حقيقة أمره وأن يفصح عن هويته وأحواله قصَّ الشيخ رحمت الله على شيخ علماء مكة في إيجاز قصته وما وقع له في الهند والتجاءه أخيرا إلى البيت الحرام يطلب فيه الأمن والأمان.

تأثر السيد الدحلان بما سمع من أمر الشيخ رحمت الله حتى فاضت عيناه بالدموع ودعاه إلى بيته وأكرمه وجمع له علماء مكة المكرمة على مائدة كبيرة أقامها في داره حيث عرَّف السيد الدحلان الشيخ رحمت الله إلى علماء مكة المكرمة وتحدث الشيخ رحمت الله إلى الحاضرين بجلية أمره وماوقع له مع القسيس فندر وما تلا ذلك من أحداث حتى وصل إلى حمى البيت العتيق.

رحب علماء مكة بالعالم المجاهد ونزل من قلوبهم المنزلة التي يستحقها من كان مثله مجاهدا في إعلاء كلمة الإسلام وإبطال الباطل وإحقاق الحق، ومنحه شيخ علماء مكة المكرمة إجازة التدريس وعين له مكانا بالمسجد الحرام تعقد فيه حلقته للتدريس وأصبح اسمه مسجلا في السجل الرسمي لعلماء ومدرسي المسجد الحرام.

[رحلة القسطنطينية]

استقر المقام بالشيخ في مكة المكرمة مدرسا في المسجد الحرام إلى أن استدعاه


(١) السيد أحمد زيني دحلان مؤلف كتاب الفتوحات الإسلامية بعد مضي الفتوحات النبولة في مجلدين كبيرين. ومؤلف كتاب خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>