للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توزيع الأراضي وتأجيرهَا

وعلى ذكر الإعمار - أود أن أذكر أن عبد الله السليمان رحمه الله ساعد على تعمير مدينة جدة بطريقة عملية فقد قام بتوزيع الأراضى في شارع الكندرة وهو الشارع الممتد من مقبرة حواء إلى ميدان المطار القديم - فبنى في هذه الأراضى آل الخريجى والمعلم محمد بن لادن رحمه الله والشيخ محمد السليمان التركى وغيرهم كما وزع أراضى أخرى من موضع عمارة الشيخ أحمد موصلى أمام قصر جدة إلى باب مكة وقد قام بالبناء فيها كل من الشيخ أحمد موصلى والمرحوم محمد باخشب والشيخ محمد سرور الصبان، وغيرهم وكانت الأراضى في منطفة البغدادية شمال جدة محجوزة لشركة عقارية تقدمت إلى الدولة بفكرة تعمير الأرض وبيعها بالتقسيط ولكنها لم تفعل شيئا طيلة سنوات، فأشار عبد الله السليمان على البلدية بتأجيرها بأجور رمزية على الراغبين ثم بيعها عليهم.

وهكذا انطلقت حركة البناء بعد أن أصبحت الأرض ميسورة وأخذت الأيدى تتداولها بأسعار زهيدة وهكذا انتشر العمران وامتد، وأصبحت مدينة جدة تتميز في ذاك الوقت عن سائر مدن المملكة بأن العمران الذى امتد فيها هو عمران أهلى وليس عمرانا حكوميا كما هو الشأن في بعض المدن الأخرى الذى بدأ العمران الحكومى فيها أولا ثم جاء التعمير الأهلى وهكذا أثبت عبد الله السليمان أنه رجل دولة يعمل لمصلحة البلاد وإعمارها بكل وسيلة يراها مؤدية لذلك، ولم نر أنَّه استأثر لنفسه أو لذويه بشئ من هذه الأراضى التي يسرَّ الحصول عليها للناس تيسيرا لا مزيد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>