للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المسيحيون في جدة]

ويوجد مسيحيون يقيمون في جدة وهناك يونانيون قليلون يعملون في التجارة، وكان قدومهم إلى جدة من مصر وكانوا مجبرين في أيام الشريف على ارتداء لباس خاص وكانو ممنوعين من الوصول إلى باب مكة في مدينة جدة وعندما حكم الأتراك الحجاز أزيل هذا النظام الدقيق، والآن للمسيحي كامل الحرية في التنقل في جدة وإذا مات لا يدفن في جدة لأنها تعتبر أرضا تابعة للأرض المقدسة ويوجد محل خاص في الجزر الصغيرة يؤذن لهم في الدفن به. (١)

أما اليهود فقد طردوا من جدة كما يظهر من الفقرة التالية.

[اليهود في جدة]

وكان اليهود وهم سماسرة هذا البلد ولكنهم طردوا منذ سبعين عاما لسوء أخلاقهم ونزحوا إلى اليمن وصنعاء على ما يقوله بوركهارت. وبوركهارت مستشرق سويسري تسمى بإسم إبراهيم عبد الله وتزيى بزي المسلمين ودخل جدة ومكة والمدينة ووصف موسم الحج وصفا بارعا في كتاب سماه السفر إلى بلاد العرب وظهر باللغة الإنجليزية سنة ١٨٢٩ م. (٢)

وتعليقا على ذلك أقول أن ما يتعلق بالمسيحين ربما كان في العهود السابقة للحكم العثماني والتى تبدأ في أواخر القرن العاشر الهجري والمقصود بكلمة أيام الشريف الواردة في الخبر هو شريف مكة. لقد أدركت المسيحيين في العهد الهاشمي واوائل العهد السعودى وهم يعيشون حياة عادية في ملابسهم وتحركاتهم وكانت لهم شركاتهم واعمالهم أما بالنسبة لمدافنهم فقد كانت لهم مقبرة في جدة في الجهة الجنوبية قرب الميناء ولا تزال موجودة حتى هذا اليوم، أما عن اليهود فلم يكن بجدة إلا يهودي واحد اسمه ماركو وكان له دكان في شارع متفرع من السوق الكبير وقد رحل من جدة بعد أن تزوجت ابنته الخواجه نقولا وكان يونانيا مسيحيا على


(١) "١١١ نفس المصدر"
(٢) "١١١ نفس المصدر"

<<  <  ج: ص:  >  >>