للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الضرائب على الحجاج]

كان أمراء مكة قد فرضوا لأنفسهم ضرائب نقدية يتقاضونها من الحجاج القادمين إلى مكة للحج أو للعمرة، وكانت هذه الضرائب تستوفى بميناء عيذاب من الحجاج القادمين عن طريق البحر، ومن لم يُؤَدِّ هذه الضريبة منهم تستوفى منه في مدينة جدة حين وصوله إليها، وكان مقدار الضريبة سبعة دنانير مصرية على كل إنسان وتمَّ ابطال هذه الضرائب في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي ولذلك قصة ذكرها مؤرخو مكة قالوا:

أن الشيخ علوان الأسدي الحلبي حضر إلى جدة للحج، فلما وصل إلى جدة طولب بالضريبة فامتنع وأراد الرجوع من حيث أتى، ويبدو أن الرجل كان اسمه معروفًا، فخشي وكيل الأمير مكثر بن عيسى صاحب مكة من العاقبة، واستمهل الشيخ علوان، حتى يبلغ الأمير بأمره، وحينما أبلغ مكز بذلك، أمر بإعفاء الشيخ ومن معه جميعًا من الضريبة، ولما وصل الشيخ علوان إلى مكة اجتمع به الأمير مكثر وقال له:

أننا مضطرون لفرض هذه الضرائب لأن واردات مكة لا تفي بالمصاريف اللازمة لها فكتب الشيخ علوان إلى السلطان صلاح الدين بالأمر، فأمر السلطان صلاح الدين بإبطال الضرائب لقاء أن يرسل إلى مكة في كل عام ألفين من الدنانير وألفي أردب قمح، وقيل مقابل ثمانية آلاف أردب من القمح، وقيل إن الذي فرض هذه الضريبة لأمير مكة على حجاج المغرب الخلفاء العبيديون الذين تولوا الخلافة بمصر (١).

وربما كانت هذه الضريبة من الدنانير على الحجاج، فقد ورد أنه كانت هناك ضرائب أخرى تؤخذ بمكة من الحب والتمر والغنم والسمن، ورفعت هذه الضرائب في زمن السلطان حسن بن قلاوون صاحب مصر، يقول الفاسي في شفاء الغرام:


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٦١/ ٦٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>