للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأين قلبك لم أسمع لخفقته … صدى ألم يعنه أني معنَّاك

ومنها:

يا بنت حواء هل بالدنِّ باقية … تغني فيشربها من ليس ينساك

فقد حملت غليل الوجد مرتضيا … نعماك ودا فلم أظفر بنعماك

اظمأتني وصرفت الكأس ظالمة … عني بثغر على الحالين ضحاك

ومنها:

طامنت من كبريائي فيك فاحتكمي … فالحب أرخص من قدرى وأغلاك

أنت الحياة بلونيها محببة … فما أرقك في نفسي وأقساك

فليت لي منك بالدنيا وما وسعت … يوما تجود به للوصل مسراك

والقصيدة طويلة تبلغ المائة بيت أو تزيد وكلها من هذا النسق العالي عاطفة ثائرة متدفقة، وديباجة مشرقة ناصعة وتسلسلا عذبا كالغدير الصافي لا تصدمك فيه لفظة موحشة أو كلمة نابية أو معنى دخيل وفوق كل هذا وذاك تحس فيه بهذا الوهج الذى يصهر القلب، ويثير العاطفة ويسيطر على الإحساس وهذا هو الشعر في صورته الرفيعة الحافلة بالجمال.

[حمزة وقنديل]

وهذه قصيدة أخرى بعنوان "لم أهواك" ولهذه القصيدة قصة يحسن بنا أن نذكرها فقد نشر الشاعر الأستاذ أحمد قنديل يرحمه الله قصيدة في صوت الحجاز بعنوان - "مالذي فيك" ومطلعها:

مالذي فيك يا معيدا إلى القلب صباه من بعد أن عاد كهلا

وهي من غرر شعر القنديل وقرأها حمزة وأعجب بها أيما إعجاب وكأنما كان هذا الإعجاب بالقصيدة وما تضمنته من المعاني الجميلة الرائعة باعثا له على نظم قصيدة لم أهواك ومطلعها:

<<  <  ج: ص:  >  >>