كانت بنفسي وقد طال المدى حلما … فصورته لعينى اليوم عيناك
لم أشهد الحسن يبدو قبل مولدها … إلا صناعة أصباغ وأشراك
حتى برزت به في ظل معجزة … يضاعف الصدق معناها بمعناك
ومنها:
يا شاطئ النيل ما فاضت شواطئه … سكرا وعربدةً ألا ليلقاك
ولا استهل شراع فوق صفحته … مغالبا وجده الا ليلقاك
ولا سرت عبر مجراه نسائمه … إلا لتلثم في صمت الدجى فاك
ولا تنفَّس فجر في خمائله … إلا ليملأ عينيه بمرآك
ومنها:
يا منحة النيل يا أحلى روائعه … هل أنت من سحره أم قد تبناك
وهل ترعرعت طفلا في معابده … أم كاهن في ربا سيناء ربَّاك
أم كنت لؤلؤه في يمّه سحرت … فصاغك اليمَّ مخلوقا وأنشاك
أم أنت حورية ضاقت بموطنها … فهاجرته صنيع المضنك الشاكي
أم أنت روح ملاك حلَّ في امرأة … فخافك الملأ الأعلى فأقصاك
فضمَّك النيل في رفق فهمت به … حبا ووثَّقت نجواه بنجواك
ومنها:
يا فجر يا بدر يا زهر المنى ابتسمت … يا خمر يا جمر في إحساسي الذاكي
ما كنت قبلك إلا صادحا صمتت … به الهموم فلما لحت غنَّاك
ومنها:
الحب قلبان في مسراهما التقيا … فكيف الزمنى قيدى وخلَّاك
وفيم انفذ في قلبي إرادته … وقادني لمصيرى إذ تحاماك
لم يعطني منك إلا الحسن همت به … حتى استردك غيْر أنا وحاباك