صدر أمر وزارة الإعلام بتحويل الصحف التي يملكها الأفراد إلى مؤسسات صحفية يشارك في كل مؤسسة مجموعة من الناس بدلًا من أن تكون ملكًا لفرد أو أسرة، واختارت وزارة الإعلام قائمة بأسماء الأعضاء المؤسسين لجريدة الندوة كان من ضمنها اسم صالح جمال وأخيه الأستاذ/ أحمد جمال ولكن الأخوين اختارا الاعتذار بعد أن قدَّم صالح جمال من قبله قائمة لم تحظ بموافقة وزارة الإعلام، وانتهى بذلك دور صالح جمال كصاحب صحيفة، ولكن دوره ككاتب في جميع الصحف التي تصدر في المنطقة الغربية لم ينته فقد استمر يكتب بصورة أسبوعية في الصحف الثلاث الندوة، والبلاد، وعكاظ، وكان فِي كل ما يكتبه إنما يعبر عن المشاكل اليومية التي يعاني الناس منها في حياتهم اليومية وكان جريئًا كعادته من يوم أن بدأ إلى أن توفاه الله.
[من أجل بلدي]
وقبل أن أنهي الحديث عن صالح جمال الصحفي والكاتب يجب أن أشير إلى كتاب متوسط الحجم، جمع فيه مختارات مما كان ينشره في جريدة الندوة وأثبت تاريخ النشر، ورقم العدد في كثير من الأحيان، والكتاب من منشورات المكتب التجاري في بيروت وتم طبعه عام ١٣٨٤ هـ الموافقة ١٩٦٤ للميلاد، وهو متوسط الحجم في مائتين وأربعين صفحة من القطع المتوسط.
هذا الكتاب بموضوعاته المختلفة وتواريخ النشر المتقاربة أو المتباعدة تصور اهتمامات صالح جمال الكاتب بالهموم اليومية إذا صح هذا التعبير للمجتمع الذي يعيش فيه.
وبعض هذه الموضوعات حينما يقرأ القارئ يظن أنه يعالج مشاكل يومية ما زالت قائمة يتحدث الناس عنها وتستأثر باهتماماتهم، وهو في كلما يعالجه شجاع صريح، يجهر برأيه في غير وجل ولا هيبة، ينشد الحق، والإصلاح ويبتعد عن الطعن والتجريح وقد جرَّ عليه أسلوبه هذا الكثير من المتاعب مع الكثير من الناس، وتحدث هو عن بعض هذه المتاعب في مذكراته الشخصية، كما أنه تلقى المكافأة عن بعض ما عالجه من الأمور باقتناع المسؤولين بآرائه، وأثبت ذلك كله في كتابه هذا من أجل بلدي.
والكتاب في مجمله شهادة حق لمؤلفه، بشجاعة الرأي والجهر بالحق والسعي في الإصلاح والتعبير عن مشاعر المواطنين في غير تزييف ولا مغالاة، وفي غير ادلال ولا افتخار، ولمن رغب الاستزاده في هذا الباب أن يقرأ كتاب صالح جمال، فهو خير من يعبر عن آرائه وعمله.
ونكتفي بهذا القدر عن صالح جمال الصحفي والكاتب لنتحدث عن صالح جمال في مجال آخر من مجال العمل الاجتماعي الذي لازمه كما قلنا من النشأة حتى الممات.
[جمعية البر بمكة المكرمة]
كان الأستاذ/ صالح جمال هو أول من دعا إلى إنشاء جمعية للبر بمكة المكرمة في مقال نشره في