ذكر الحضراوى: أن الشريف غالب بن مساعد أمير مكة المكرمة سافر إلى جدة في السادس من شهر محرم سنة ١٢١٨ هـ، بعد أن استولت الدولة السعودية الأولى على الطائف ومكة، كما ذكر محاولة استيلاء الأمير سعود على مدينة جدة فقال ما خلاصته أنه أرسل إلى جدة علي بن عبد الرحمن شقيق المضايفي عثمان، بكتاب لأهل جدة يطلب منهم الدخول في طاعته، فلم يقبل أهل جدة ذلك، وأن السعوديين هاجموا مدينة جدة في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر محرم سنة ١٢١٨ هـ، وبقوا محاصرين المدينة أربعة عشر يوما، فلم يتمكنوا منها فعاودا الكرة في محرم سنة ١٢١٩ هـ.
[الشريف غالب يصالح السعوديين]
وقد انتهت هذه المحاولات باستسلام الشريف غالب أمير مكة للدولة السعودية وعقد الصلح بينه وبين الأمير سعود.
[بناء الخندق بجدة]
أمر الشريف غالب بعمارة الخندق بجدة.
يقول الحضراوي: ورأى أن عمله بالمساحي صعبًا، "كذا" على الفعلة يحتاج إلى مدة مطولة، فاختار بنيانه بالبقر أسهل وأيسر، واشترى ثمانين ثورا وجمع المعلمين أهل الهندسة والصناعة، وجعل أربعين يشتغلون من جهة الشام، وأربعين من جهة اليمن، فشرعوا في تعميره من أول شهر صفر، وما زالوا عليه مجتهدين شمالًا ويمينًا إلى شهر جمادى الثاني، ثم لم يبق. للشغل بالبقر محل لغشيان الماء باطن الخندق، ووجدوا حجرًا جهة الشام