للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان أمير الحج المصري هذا وغلمانه على شئ من الوعي بقداسة المكان لحفظوا للمسجد الحرام حرمته وعرفوا له مكانته، فتجنبوا أن يجعلوه ساحة قتال، ثم مربط فرسان، وليت شعري ألم يحضر هو وهم لأداء فريضة الحج؟ فهل عرفوا ما هو الحج وآدابه وشعائره؟ ومن الطريف أن الغلام الذى أدبه أميره، والذى وقعت بسببه هذه المآسى اسمه جرادًا، وفي ذلك يقول شاعر مكي من شعراء هذا العصر:

وقع الغلاء بمكة … والناس أضحوا في جهاد (١٠٢)

والخير قلَّ فها هموا … يتقاتلون على جراد

وهي تورية لطيفة من الشاعر استغل فيها اسم الغلام في بيتيه الظريفين.

[بوابو المسجد الحرام من الفقهاء والقضاة]

كان الفقهاء والقضاة تسند إليهم الوظائف في أبواب المسجد الحرام، وفي عهد الشريف حسن بن بركات من ٨٠٩ - ٨٢٩ هـ صدر مرسوم بقفل أبواب المسجد الحرام بعد الموسم باستثناء أربعة أبواب، فضاق الناس بذلك واشتكوا، فصدر الأمر بعزل بوابى المسجد القدامى وكانوا من الفقهاء والقضاة، وأن يعين بدلًا منهم من عامة الناس، وألزموا بملازمة الأبواب والنوم بجوارها (١٠٣).


(١٠٢) تاريخ مكة (ج ١): ص ٢٩٦.
(١٠٣) نفس المصدر (ج ١): ص ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>