الحرام وانطلقوا راكبين خيولهم من باب إبراهيم والناس في صلاة الجمعة حتى وصلوا إلى مقام الحنفية، فثار الحجاج والأتراك بهم وقاتلوهم قتالًا شديدًا حتى أجلوهم عن المسجد، واستغل النهَّابون الفرصة فأوقعوا في الناس سلبًا ونهبًا، وأمر أمير الحج المصري بإغلاق أبواب المسجد وتسميرها عدا الأبواب التي تحاذي منزله ليدخل منها هو وأتباعه، ثم أدخلت خيله المسجد الحرام وجعلت بالرواق الشرقي، فباتت الخيل في المسجد تلوثه بروثها وبولها، ورأى أمير مكة الشريف حسن بن عجلان أن الحرم قد انتهك، وأُهينت كرامته، فاجتمع كبار أهالي مكة وأعيان الحجاج، وعرض عليهم الأمر، واتفق الرأي على انتداب شخص يبلغ أمير الحج المصري استياء الأمير والناس مما حدث، وإجلاء الخيول عن المسجد، وقد أصلح أمير الحج المصري من أمره ليأمر غلمانه، وطهَّر المسجد من خيولهم وقذارتها (١٠١).
أقرل: إن أمير الحج المصري أكثر رعونة وحمقًا من غلمانه، الذين ثاروا وتظاهروا ضد ما أنزله بواحد منهم فلم يجدوا مجالًا لإِظهار غضبهم واحتجاجهم إلا في ساحة المسجد الحرام فدخلوا إليها بخيولهم حتى وصلوا إلى مقام الحنفي قريبا من الكعبة المشرفة، والناس في صلاة الجمعة، وبدلًا من أن يعالج أمير الحج المصري الأمر بما يجب من الحكمة والتعقل، أمر بتسمير أبواب المسجد الحرام ولم يترك إلا الأبواب التي يدخل منها وأتباعه، ثم لم يكتف بذلك فترك خيله تبيت في رواق المسجد وتلوثه بقذارتها.