للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة الباشا بجدة]

وفي ثاني الأيام كان قد نزل جدة فمكث بها ثلاثة أيام، وفي الليلة الرابعة توفى إلى رحمة الملك العلام ودفن بمقبرة حواء في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ١٢٩٦ هـ.

[موت الحيل بالحجاز]

وفي هذه السنة كثر موت الخيل بمكة والحجاز.

أقول: لابد وأن يكون قد أصاب الخيل مرض وبائي قضى عليها.

[اضطراب الأمن بسبب إبطال العملة النحاسية]

يقول الحضراوى: وبعد وفاة هذا الباشا، كان الشريف حسين باشا بن محمد بن عون، بالغزو ناحية عسير، والبلد افتتنت من جهة العملة النحاس، فإنهم نادوا بإبطالها، وعَزَّلَتْ الأسواق، ودار النهب بالأسواق والبلد معزولة، حتى قال الأديب الشيخ حسن وفا في ذلك:

كسد النحاس ولاح طالع نحسه … للقوم بعد السعد في الدبران

وتعطلت بين الأنام قروشهم … وغدت تباع بأبخس الأثمان

فغدت بأيدي القوم مع أنْصَافِها … بالبخس في الأثمان كالأثمان

فكأنما عصوا الإِله فعوقبا … بعد الوفا بالضرب والنقصان

فعسا مليك العصر يرضى عنهما … ويقيمها من ورطة الخسران

أقول: يبدو أن بعض المغامرين من الناس اغتنم فرصة غياب أمير مكة في بلاد عسير ووفاة الوالي الفجائية فأشاع خبر إبطال العملة النحاسية، لتهبط أثمانها، فتباع بأبخس الأثمان، فيشتريها الطامعون الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>