للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرجانية، ولا يستطيع ربانية السفن من الدخول إليه إلا بواسطة مرشدين من أهل البلاد من أهل الخبرة تخصصوا في ذلك، وهم يعرفون الطرق البحرية في الميناء معرفة جيدة ويعلمون أولادهم ويمرنونهم على اجتيازها حتى يتوارثوا هذه الصنعة أبا عن جد وولدا عن أب، ومع ذلك فقد كان مرسى البواخر يبعد عن مدينة جدة نحو نصف: ساعة بالزورق البخاري وأكثر من ذلك بالمركب الشراعي (١٦٣)، وكانت هناك علامات في البحر بالأحجار لهداية الزوارق والمراكب حتى لا تصطدم بالشعاب والصخور.

ويبدو أن النية اتجهت إلى بناء بوابة كبيرة في مدخل المرسى الذي تدخل منه السفن لمنع السفن المعادية من الدخول، ولكن هذا المشروع لم يتم لأن إتمامه فيما أتصور كان يقتضى توافر القدرة المالية والهندسية لإِقامة مثل هذه البوابة، وهو أمر لم يكن بالإِمكان إيجاده بالإِمكانات المحلية في ذلك الزمان.

[أعمال الدولة السعودية في جدة]

ذكر الحضراوي ما قامت به الدولة السعودية الأولى في جدة ونوجزه فيما يلى:

في ثمانية عشر صفر، كان وصول حمد بن ناصر ومعه أهل الدرعية، فلما وصلوا إلى مكة بكتاب الأمير سعود، وكان الشريف بجدة فنزلوا إليها لملاقاته فانعقد الصلح بينهما .. ونزل حمد بن ناصر


(١٦٣) انظر كل ما يتعلق بميناء جدة في كتاب "ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز" للمؤلف -: ص ١٧٣ - ١٧٦ (الطبعة الأولى).

<<  <  ج: ص:  >  >>