للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل المخلوقات تتوجه إليه عز وجل في كل لحظة بلسان مقالها، أو لسان حالها على اختلاف لغاتها وكلماتها، تسأله الغنى من فقر أو الشفاء من علَّة، أو الاستقواء من ضعف، أو الاقتدار من عجز، ويسأله العقيم ولدًا، والأرملة عائلًا، والعانس زوجًا، ويسأله المظلوم ناصرًا، والحائر هدى.

فكل يوم هو في أمر جديد من أمور خلقه، وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}.

فقالوا: وما ذاك الشأن يا رسول الله .. ؟

قال: "أن يغفر ذنبًا، ويفرج كربًا، ويرفع قومًا. ويضع آخرين" (١).

ويقول في وصف الموت وسكراته:

الموت بداية اليقظة. بداية معرفة الحقيقة التي نسيها أو جهلها الإنسان، وبداية الحساب على ما قدَّم من خير أو شر، فإذا نفخ في الصور، واستيقظ اليقظة الكبرى، كان الحساب الأكبر والجزاء الأوفر، فريق في الجنة وفريق في السعير (٢) ويقول في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين في الدنيا بما حمل إلى الناس من نور وهدى فأنقذهم من الضلال والكفر، ورحمة للعالمين في الآخرة بما يشفع لأهل المعاصي فيخرجون من النار ويدخلون الجنة (٣).

ونكتفي بهذه الأمثلة التي نقلناها من كتاب مأدبة الله في الأرض، وأود أن يقرأ القارئ كتب الأستاذ/ أحمد جمال، ويتأمل ما جاء فيها في تفسير بعض الآيات الكريمات فإن ذلك أبلغ وأنفع.

[مذكرات أحمد جمال]

للأستاذ/ أحمد جمال يرحمه الله مذكرات بعضها منشور وبعضها مخطوط، وقد تفضل نجله الكريم الأستاذ/ رجاء باطلاعي عليها، وفي هذه المذكرات يتحدث عن مسيرته الأدبية، كما يتحدث عن مسيرته كأستاذ للثقافة الإسلامية في جامعتي الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى، وعن أمور أخرى كثيرة كأدب المرأة وتوظيفها والأعمال التي تمارسها والتي لا يرى أنها صالحة لها، والأسئلة التي كانت توجه إليه من بعض الصحفيين أو من بعض الصحف وإجابته عليها.


(١) مأدبة الله في الأرض ٨٩/ ٩٠.
(٢) مأدبة الله في الأرض ١٠٣.
(٣) مأدبة الله في الأرض ١٢٥/ ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>