للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلما تحسن الحال إذا كثر العيال، أو تتصور الراحة، إذا صفرت الواحة، وأخوك قد أساء الزمن إليه وعرض خصلتي الضبع عليه إلى أن يقول:

ما أكسد الأدب الذي ذكرت وأطنبت فيه بما قدرت، وليست سلسلة النسب من حبائل النشب، ولا تنسخ الأدب من فخوخ الذهب ويتساءل:

ماذا حصل للخليل، بالبسيط والطويل، وهل أفطر على الصعيد من بحر المديد؟ إلى آخر خطابه الطويل الشعري المسجوع الذي نقلناه آنفا (٢٨٥).

[سعيه لخدمة الملوك ثم زهده في ذلك]

ولقد سعى البيتي بما حباه الله من مواهب الشعر والنثر ليلتحق بخدمة الملوك ثم زهد في ذلك، جاء في صفحة ٦٢ من الديوان:

أعجب ما في أمري أني كنت أحاول في المدة الماضية التعلق بخدمة الملوك لترميم المعاش، وستر العالة، فلما حصَّلتُ، وإلى البعض وصلْتُ، زهدت في ذلك، وبقيت أتطلع لكفاف يوجب العفاف، مع حسن الجوار في ظل سيد الأبرار، وما ذلك على الله بعزيز.

ولعل من نتائج هذا المسعى ذهابه إلى ينبع وتولية وظيفة الأمين بها، والتي وصف أحواله وأحوالها بما نقلناه آنفا.


(٢٨٥) ديوان البيتي: ص ٢٠، ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>