للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن استحقاقه الذي منعه حسين باشا بدون حق. ووكل الشريف وكيلا من قبله فأقام الدعوى لدى قاضي مكة على الباشا وأحضرت دفاتر بندر جدة فصح للشريف عند الباشا مبلغ ٢٤٠٠٠ قرش وتوسط الأمراء بينهما فأخذ الشريف عشرة آلاف وسامح في الباقي، ثم توجه حسين باشا عائدا إلى جدة في السابع عشر من ذى الحجة وتوجه منها إلى المدينة المنورة وكان يضطرم غيظا على شريف مكة فاستدعى الشريف أحمد بن محمد الحارث بن الحسين بن أبي نمي وولاه شرافة مكة وألبسه الخلعة في الروضة الشريفة ونادى له في البلد وأمر بالدعاء له على المنبر.

وأرسل إلى جدة يطلب الذخيرة والسلاح ليتوجه إلى مكة لخلع الشريف سعد وبلغ الشريف سعدا ما حدث فسافر من مكة إلى ينبع لقتال حسين باشا ثم توالت الحوادث حتى ورد عزل حسين باشا إلى الشريف سعد وجاءته البشرى بإمداده بالذخيرة والخزانة التي طلبها حسين باشا فارسلت إليه من جدة، ثم وافى خبر العزل حسين باشا فتوجه من المدينة إلى غزة وتوفي بالطريق. (١)

[الأشراف يشكون أمير مكة إلى الوالي سليمان باشا]

وفى سنة ١١١١ أسندت ولاية جدة إلى سليمان باشا واستمرت ولايته لها إلى سنة ١١١٨ وخلال هذه السنوات اختلف الأشراف مع أمير مكة الشريف سجد، وأخذوا يعيثون في الأرض فسادا فتعرضوا لنهب المسافرين بين مكة وجدة من الحجاج وغيرهم وكان أمير مكة الشريف سعد قد امتنع عن دفع استحقاقات الأشراف إليهم فكاتبهم الوالي سليمان باشا ووعدهم بضمان حقوقهم وإعادتها إليهم وطلب منهم تأمين طريق مكة للحجاج فانصاع الأشراف لرغبة الوالي وأمنوا الطريق بل وصار البعض منهم يصطحبون القوافل في ذهابها إلى مكة وإيابها محافظة عليها وكتب الوالي إلى الشريف بما فعل


(١) "٣٠٢/ ٣٠٣ نفس المصدر".

<<  <  ج: ص:  >  >>