للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: كانت الكساوي التي تهدى إلى الكعبة حتى من قبل الإسلام تترك عليها ولا تنزع وقد أوردت في الجزء الثاني من أعلام الحجاز: ما ذكره مؤرخو مكة المكرمة عن هذا الأمر (١) وأوردنا هنا ما ذكره الشيخ/ الغازي في إفادة الآنام إكمالا للبحث ومنه علمنا الرأي الحصيف الذي أفتت به أم المؤمنين في أمر كسوة الكعبة بعد أن تنزع عنها، وما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في تقسيمها للحجاج، وما فعله معاوية من تقسيمها بين أهل مكة، وما ذكره الفقهاء في أمر الكسوة، وقد أصبحت الكسوة منذ عام ١٣٤٥ تصنع في مكة المكرمة وتصرف عليها الدولة كما هو معلوم.

الوليد بن عبد الملك يحلِّي باب الكعبة وأساطينها بالذهب:

ذكر الأرزقي أن الوليد بن عبد الملك أرسل بستة وثلاثين ألف دينار، يضرب منها على باب الكعبة صفائح الذهب، وعلى أساطينها، وعلى الميزاب، وعلى أركانها من الداخل (٢) أقول: الوليد بن عبد الملك سادس الخلفاء الأموين، وقد اشتهر بحبه لعمارة المساجد، وصرفه عليها بسخاء وهو الذي بنى جامع بني أمية في دمشق، كما أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي الشريف وزاد فيه زيادة عظيمة (٣).

[الخليفة المتوكل يصفح زوايا الكعبة بالذهب]

وذكر الأرزقي أن حجبة الكعبة أرسلوا إلى الخليفة المتوكل العباسي يذكرون أن زاويتين من زوايا الكعبة من داخلها مصفح بالذهب، وزوايا أخرى مصفحة بالفضة، وسألوه أن يجعل الزوايا كلها مصفحة بالذهب، فأرسل المتوكل إلى إسحاق بن - الاسم غير واضح - الصايغ ذهبا، وأمره بعمل ذلك، فكسر إسحاق تلك الزوايا وأعادها من الذهب، وعمل منطقة من فضة ركبها فوق باب الكعبة من داخلها عرضها ثلث ذراع، وجعل لها طوقا من الذهب متصلا بهذه المنطقة.

قال الأرزقي: وكان أسفل الباب عتبة من خشب الساج ففسدت، وتآكلت فأبدلها بخشب آخر وألبسه صفائح من فضة.

قال إسحاق الصايغ: وكان مجموع الزوايا والطوق الذهب ثمانية آلاف مثقال ومنطقة الفضة وما على الباب وما حلِّي به المقام من فضة سبعين ألف درهم (٤).


(١) انظر الجزء الثاني من أعلام الحجاز ص ٨٧ - ٩٧.
(٢) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٤٩.
(٣) أعلام الحجاز ج ٢ ص ١٩٦ - ٢٠٠.
(٤) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٤٩/ ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>