الصحيح وما لا يرضاه الخلق القويم وهي في جملتها من البدع السيئة التي نحمد الله تعالى على تخلص البلاد منها فهى منافية للدين ومضيعة للمال والوقت وملهية للناس عن الصالح من الأعمال.
الهجرَة مِن الحِجَاز
نعود بعد هذا الاستطراد عن الطرق ومشايخها وأساليبها إلى الشيخ عبد الرؤوف الصبان فنقول أنه كان من أصدقاء الشيخ محمد نصيف وجلسائه فهو سلفى بحكم ثقافته المستنيرة وصفاء عقيدته كما كان أحد الأعضاء البارزين في الحزب الوطنى الذى طالب الحسين بالتنازل عن العرش والذى مارس نشاطه في الفترة الأولى لولاية الشريف على بن الحسين عرش الحجاز، ولكنه لأمر ما انضم إلى قافلة الرجال الذين هاجروا من الحجاز في نهاية العهد الهاشمى، وقد علمت منه أنه سافر إلى مصر وإلى العراق، وكان في العراق بعمل سكرتيرا خاصا للملك غلى بن الحسين وقد روى لى رحمه الله قصة طريفة عن الملك على وابنه الأمير عبد الاله، قال كان الأمير عبد الاله يدرس في انجلترا ورغب في العودة إلى العراق فاستأذن أباه فلم يأذن له فلم يكن منه إلا أنه استقل الطائرة وعاد إلى بغداد ولم يعجب الملك على تصرف ابنه الشاب فأوعز إلى الشيخ عبد الرؤوف أن يلومه ويعاتبه قال الشيخ عبد الرؤوف للملك على، إننى سأعاتبه على مخالفة أوامرك له، ولكنى لا أملك الا أن أقدر فيه إصراره على تحقيق ما يريد وهكذا كان، كما علمت من الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله أنه كان صديقا للمرحوم الشيخ إبراهيم بن معمر وكان ابن معمر وعبد الرؤوف يقيمان في مصر بغرض الدعاية الإِعلامية وكان الشيخ إبراهيم بن معمر يعمل في خدمة المرحوم