للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، وقدر ناصر خسرو سكان مدينة جدة بخمسة آلاف ووصف أسواقها بأنها نظيفة جدا ولها بابان مما يلى مكة، وباب البحر وقال أن أميرها مملوك لأمير مكة الذى هو في نفس الوقت أمير المدينة المنورة (١) واسمه أبو المعالي بن أبي الفتوح.

فإذا وصلنا إلى القرن السادس الهجرى نجد الرحالة الأندلسي الشهير ابن جبير يقدم لنا وصفا مخالفا كل المخالفة لوصف من سبقه من الرحالين في القرنين الماضيين فعمارتها الضخمة استحال أكثرها إلى خصاص أما أهلها الذين وصفوا بالثراء وكثرة المال فيصفهم بأنهم يستخدمون أنفسهم في كل مهنة لتحصيل لقمة العيش فكان منهم من يكري الجمال ومنهم من يبيع اللبن أو الماء للحجاج وإذا لم يكن لأحدهم شيء مما ذكر فهو يلتقط التمر من الشوارع أو يحتطب الحطب من ضواحى البلد ويبيع ما جمع، وربما تناول نساؤهم الشريفات ذلك بأنفسهن (٢).

ويعلق المؤلف على وصف ابن جبير بأن الحالة السياسية المضطربة في العالم الإسلامي واشتغال السلطان صلاح الدين الأيوبي بالحروب الصليبية في فلسطين ومهاجمة الصليبين للسواحل الإسلامية كل هذا أدى إلى الاضطراب السياسي الذى انعكست آثاره على الحالة الاقتصادية مما أدى إلى رحيل ثراة جدة وسراتها بأموالهم وأهليهم وخدمهم إلى مكان أمين وأن هذا الرحيل أخلى مدينة جدة من عناصر الثروة والقوة بها فلم يبق فيها إلا الضعفاء الذين ليست لهم القدرة على الهجرة أو القلة القليلة المتمسكة بالبقاء في البلاد رغم المتاعب والصعاب (٣)

[ابحر]

ومن الأخبار الطريفة في رحلة ابن جبير وصفه لمرسى ابحر الذى رسى المركب


(١) ٧٩/ ٨٠ تاريخ موسوعة مدينة جدة.
(٢) ٨٠ موسوعة تاريخ مدينة جدة.
(٣) ٨٠/ ٨٢ موسوعة تاريخ مدينة جدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>