للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فندر يهرب من القسطنطينية]

علم القسيس فندر بوصول الشيخ رحمت الله إلى القسطنطينية بطلب من الخليفة فاختفى وهرب من تركيا إلى غير رجعة خشية أن يواجه بما يدحض أكاذيبه وافتراءاته وأمر السلطان بعد ما سمع من الشيخ ما فعله القسيسون والمبشرون في الهند أمر بالقبض على القسيسين المبشرين وأعوانهم ومصادرة كتبهم وإغلاق مراكزهم.

بقي الشيخ رحمت الله في القسطنطينية ضيفا مكرمًا على السلطان، وكان يقابله كثيرا عقب صلاة العشاء مع رئيس الوزراء خير الدين باشا التونسي، والشيخ أحمد أسعد المدني شيخ الإسلام، وكبار رجال الدولة والمناصب الدينية، وتقديرا من الخليفة لجهاد الشيخ أنعم عليه بالخلعة السلطانية وبالوسام المجيدى، وعين له مرتبا شهريا مقداره خمسمائة ريال مجيدى وعينه عضوا في مجلس الوالي بمكة المكرمة.

[كتاب إظهار الحق]

طلب السلطان عبد العزيز ورئيس وزرائه خير الدين باشا من الشيخ رحمت الله بعد أن عرفوا من أمره ما عرفوا تأليف كتاب شامل عن الإسلام يحتوى على المباحث الجوهرية بين الديانتين الإسلامية والمسيحية مع إيراد نص المناظرة التي تمت بين الشيخ والقسيس فندر والنقاش الذى تم بينهما سواء في الجلسات التي تمت بينهما أو المباحث التي أعدها الشيخ ولم يجر النقاش فيها بعد غياب فندر، وطلب السلطان من الشيخ أن يتفرغ لتأليف الكتاب الطلوب في تركيا، واستجاب الشيخ رحمت الله لطلب الخليفة فعكف على تأليف كتابه إظهار الحق وهو كتاب ضخم في مجلدين عظيمين استهدف فيه جلاء حقيقة الإسلام وإبطال مزاعم اليهود والنصارى ومفترياتهم ودحضها بالحجة والبرهان وأتم الشيخ كتابه في ستة شهور وطبع في تركيا تحت رعاية الخليفة ووزع في البلدان العربية والإسلامية كما تمت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية وقد اهتم السلطان بترجمة الكتاب إلى اللغة التركية كذلك فظهرت الترجمة تحت عنوان إبراز الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>