للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر منه في باب الأعمال المربحة، والشيخ محمد صالح ابوزناده أفاد من الربح فيما أقدم عليه من مشروع الإنارة وفى غيره من المشروعات دون شك ولكنه كان في زمنه كالرائد الذى يكتشف الطريق وهذه البادرات وأمثالها هي عندى موضع التقدير لأنها تدل على الشجاعة وبعد النظر وكان عمل الشيخ محمد صالح أبو زنادة وأمثاله يكون كاملا لو أنه حول مشروعه الصغير إلى مشروع كبير بعد أن رأى كثرة الإقبال عليه وبوادر النجاح تلوح أمامه فلو أنه استعان بالجهات الفنية المتخصصة في الخارج وألف شركة للإِنارة وتقدم بها إلى الدولة في ذلك الزمن لكان السابق ولبقيت له كهرباء جدة كما فعل آل الجفالى وقد أصبحوا عنصرا هاما في أغلب شركات الكهرباء التي تأسست بعد ذلك.

صُندُوق البر

وللشيخ محمد صالح أبو زناده مساهمات أخرى في سبيل المصلحة العامة فحين تأسيس صندوق البر في جدة عام ٨٣ هـ كان الشيخ محمد صالح ابوزناده من المؤسسين له وقد تولى رئاسته العملية منذ تأسيسه حتى وفاته وصندوق البر فكرة إنسانية جليلة وهي تقوم على دعوة القادرين للاشتراك في هذا الصندوق بمبالغ سنوية أو شهرية يتم توزيعها على العائلات الكريمة التي فقدت عائلها وأصبحت في حاجة إلى ما يقيم الأود وهم في نفس الوقت من كرام الناس الذين تحسبهم أغنياء من التعفف فيقوم الصندوق بإيصال مرتبات شهرية إليهم ولا يزال صندوق البر يعمل مند بدء تأسيسه حتى الآن وقد علمت أن عدد المستفيدين منه يبلغ خمسمائة وخمسين أسرة وفردًا وأن المبالغ التي تدفع لهؤلا، المستفيدين تبلغ حوالى الثلاثمائة وستين ألف ريال في كل عام وهو مبلغ زهيد في هذا الوقت الذى اشتد فيه الغلاء وفاض فيه المال فهو بحاجة إلى دعم القادرين من زكاة أموالهم

<<  <  ج: ص:  >  >>